رئيس مجلس أقسام الطب النووي: الكويت الأولى آسيوياً باستخدام «النظائر المشعّة»
لعلاج سرطان البروستاتا وأورام الغدد العصبية
(كونا) – قال رئيس مجلس أقسام الطب النووي رئيس قسم الطب النووي في مركز الكويت لمكافحة السرطان الدكتور عبدالرضا عباس إن الكويت تعد الأولى في استخدام النظائر المشعة لعلاج سرطان البروستاتا وأورام الغدد العصبية منذ اعتمادها عالميا.
جاء ذلك خلال دورة التدريب الإقليمية حول العلاج باستخدام المواد المشعة لمرضى سرطان البروستاتا وأورام الهرمونات العصبية التي انطلقت اليوم الأحد ويقيمها مركز الكويت لمكافحة السرطان بالتعاون مع وكالة الطاقة الذرية (IAEA) بمشاركة 40 متخصصا من الدول العربية في آسيا بما في ذلك دول خليجية والعراق واليمن علاوة على مشاركة أربعة خبراء عالميين وستة محليين يقدمون عددا من المحاضرات.
وذكر عباس أن سرطان البروستاتا هو الأكثر شيوعا بين الرجال لكن العالم يشهد حاليا تطورا ملحوظا في طرق العلاج باستخدام النظائر المشعة التي أثبت جدواه وحقق نتائج إيجابية ملموسة.
وأوضح أن العلاجات في السابق كانت مقتصرة على العلاجات الهرمونية والكيماوية لكن في السنوات الثلاث الأخيرة كان هناك اعتماد دولي لاستخدام النظائر المشعة في علاج حالات سرطان البروستاتا وأورام الغدد العصبية “وهذا ما تقوم عليه الدورة الحالية لمناقشته وتوسيع الاستفادة على المستويين المحلي والعربي في آسيا”.
ولفت إلى أن المركز بدأ استخدام النظائر المشعة لعلاج بعض الحالات منذ اعتمادها وهو الوحيد في الدول العربية الواقعة في قارة آسيا الذي يستخدم هذا العلاج مبينا أن نسب النجاح متفاوتة ما بين الاستجابة من المرضى أو استقرار الورم على وضعه وعدم تطوره للأسوأ وهناك الكثير من المرضى استفادوا بشكل إيجابي من العلاج.
وأشار إلى أنه في ختام الدورة سيتم إعطاء المشاركين شهادة مسجلة بنظام التعليم المستمر (CME) لدى معهد الكويت للاختصاصات الطبية بواقع 25 نقطة من التصنيف 1 علاوة على الاعتراف بها من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
من جانبه قال المفوض التنفيذي للتعاون الدولي في معهد الكويت للأبحاث العلمية ومسؤول الاتصال الوطني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور نادر العوضي إن الدورة التي تقام حاليا بشأن الاتجاهات الحالية والمستقبلية في مجال العلاج الإشعاعي لسرطان البروستاتا وأورام الغدد الصم العصبية هي جزء من الأنشطة المخطط لها في إطار مشروع التعاون الفني الإقليمي (RAS6102).
وأضاف العوضي أن الدورة تهدف الى تعزيز القدرات في الطب النووي وعلاج الأورام بالإشعاع وإنتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية لتشخيص وعلاج السرطان مع الأمراض غير المعدية الذي يشكل أحد المشاريع الجاري تنفيذها في إطار اتفاقية التعاون للدول العربية في آسيا للبحث والتطوير والتدريب في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية (عراسيا -ARASIA).
وذكر أن استضافة الكويت لهذا التدريب هو دليل على التزامنا المستمر بروح (عراسيا) ومثلها العليا متطلعا إلى تعزيز التعاون مع البلدان الشقيقة ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب اتفاقية التعاون.
وبين أن مجلس ممثلي ARASIA (ABR) اعتمد استراتيجية ARASIA متوسطة المدى التي تحدد رؤية واتجاهات التعاون وتحدد الأنشطة التعاونية التي يتم الاضطلاع بها للفترة 2018-2027 لافتا إلى أن أحد المحاور التعاونية الستة للاستراتيجية هو تحسين صحة الإنسان الذي بموجبه يكون أحد الأهداف المعلنة هو تعزيز الطب النووي في إدارة الأمراض غير المعدية.
وأفاد بأن المعرفة والمهارات وقدرات الموارد البشرية في الدول الأطراف في (عراسيا) بموجب اتفاقية التعاون مستمدة من الأهمية الخاصة التي يوليها كل بلد من بلداننا لهذه القضية في سياق أهداف التنمية الوطنية المستدامة.
وأكد العوضي أن الأمراض غير المعدية تمثل عبئا كبيرا على الأفراد والحكومات والمجتمعات علاوة على تزايد انتشار السرطان في العالم وذلك عائد إلى زيادة متوسط العمر المتوقع وتبني عادات نمط الحياة الكسولة مبينا أن تقديم الرعاية الصحية دون المستوى الأمثل أيضا يتسبب في تأخر تشخيص مرضى السرطان وضعف بقائهم على قيد الحياة.
وقال إنه على مدى السنوات الماضية توسعت تطبيقات الطب النووي بشكل كبير في الكويت واليوم أصبح القطاع الصحي هو المستخدم الرئيسي في البلاد للتقنيات الإشعاعية والنظائرية وأصبح الطب النووي الآن تخصصا راسخا يغطي مجموعة واسعة من التطبيقات مع توافر المهنيين الأكفاء وأحدث طرق التشخيص للتصوير الشعاعي الطبي وتصوير الأوعية والتصوير المقطعي.
بدورها قالت رئيسة الدورة التدريبية الدكتورة فريدة الكندري ل(كونا) إن الدورة تأتي في سياق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتستمر خمسة أيام وأيضا في إطار الاتفاقية التي تم توقيعها عام 2018 لتكون الكويت مقرا للتدريب لدول (عراسيا) وتهدف إلى اطلاع الأطباء على أحدث الطرق العلاجية بالمواد المشعة لعلاج المرضى.
وأشارت الكندري إلى أن هناك دورة أخرى مماثلة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسيتم عقدها مطلع أكتوبر المقبل للفنيين بهدف تعريف الكوادر الطبية في دول آسيا بتلك النواحي الفنية المهمة وكيفية تطبيقها في مراكزهم.
يذكر أن استضافة قسم الطب النووي في مركز الكويت لمكافحة السرطان لهذه الدورة يأتي ضمن اختياره ليكون مركزا إقليميا للتدريب بموجب الاتفاق التعاوني للدول العربية الواقعة في آسيا للبحث والتنمية والتدريب في مجال العلم والتكنولوجيا النوويين (اتفاق عراسيا) (ARASIA) والتنسيق من خلال ضابط الاتصال الوطني للكويت الدكتور نادر العوضي من معهد الكويت للأبحاث العلمية.