«الوطني للثقافة»: معرض جزيرة فيلكا بالرياض يكشف طبقات التاريخ المدفونة في أعماقها
• الجسار: تتميز بموقع استراتيجي منذ ظهور مدينة «أور» المدينة العظيمة القديمة في بلاد ما بين النهرين
• كانت بمثابة مفترق طرق للتأثيرات الثقافية والاقتصادية خلال فترات مهمة من التاريخ
(كونا) – قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي بالتكليف الدكتور محمد الجسار اليوم الثلاثاء إن معرض جزيرة فيلكا يكشف طبقات التاريخ المدفونة في أعماق هذه الجزيرة الساحرة.
وأضاف الجسار في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن «معرض فيلكا من باطن الأرض إلى أطراف السماء» المقام في مدينة الرياض يدعو زواره إلى رحلة تشهد على الإمكانات اللامحدودة للروح الإنسانية في هذه الجزيرة منذ القدم.
وأوضح أن جزيرة فيلكا تتميز بموقع استراتيجي منذ ظهور مدينة (أور) المدينة العظيمة القديمة في بلاد ما بين النهرين خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد إذ تقع الجزيرة على بعد حوالي 20 كيلومترا شمال شرق مدينة الكويت و96 كيلومترا جنوبا حيث يصب نهرا دجلة والفرات في الخليج العربي.
وأفاد بأن «الجزيرة كانت بمثابة مفترق طرق للتأثيرات الثقافية والاقتصادية خلال فترات مهمة من التاريخ وكنموذج مصغر لتطور المجتمعات العالمية التي شكلتها التجارة مع بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس ووادي السند على مدى ال 4000 عام الماضية».
وبين أن الجزيرة تتمتع بالقدرة على عكس كيفية حصاد المجتمعات للمياه والموارد المحلية لخلق ما يسمى «الجنة الخضراء» في الخليج.
وذكر أن البعثة الأثرية الدنماركية إلى الكويت عام 1957 لم تكشف عن الكنوز المخبأة تحت الأرض فحسب بل قدمت أيضا رؤى قيمة عن الحياة الاجتماعية لأهالي فيلكا وتفاعلهم مع الطبيعة الخصبة لتربتهم من خلال تشكيل الأنظمة الاجتماعية التي تحيط بتدفق الخيرات المستمرة في هذه الجزيرة بالإضافة إلى التنظيم القروي العفوي الذي يتميز بالحكمة وقيم العدالة والمسؤولية تجاه هذه الأرض.
من جهته قال مدير برنامج الاقتصاد الابداعي وأحد أعضاء فريق التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لدى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس جابر القلاف إن الإرث الثقافي والطبيعي في جزيرة فيلكا يمثل امتدادا للهوية الوطنية وشاهدا على تاريخ الاستقرار البشري في الكويت الذي اكتسب صفة الانفتاح الثقافي والتعايش السلمي وقيمة عالية تتجاوز حدود الكويت تسهم بتشكيل الهوية وتاريخ الجزيرة الممتد لآلاف السنين.
وبين القلاف أن تقديم جزيرة فيلكا للمجتمع الدولي من خلال هذا المعرض يعتبر فرصة لاستعادة مكانتها العالمية وارتباطها بالثقافات المختلفة والمؤثرة قائلا «إننا أمام مسؤولية تاريخية لتقديم نموذج تنموي متكامل يوازن بين العناصر الثقافية والاقتصادية والجيوسياسية والاجتماعية والبيئية الأمر الذي يحتم وضع خطة بعناية بالغة وسياسات من شأنها أن تحافظ على روح الجزيرة وتضعها على الخارطة العالمية الثقافية وأن تكون محركا للدبلوماسية الناعمة لتحقيق الأهداف المشتركة مع الدول المجاورة وإقامة علاقات مستقرة بين مكونات المجتمع الدولي.
وأفاد القلاف بأن فريق ملف ترشيح المشهد الثقافي لجزيرة فيلكا المنبثق من لجنة التراث العالمي باليونيسكو لدى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب قام بإعداد أطروحة بديلة لمستقبل تطوير جزيرة فيلكا ضمن برنامج العمل الحكومي للفصل التشريعي ال17.
وبين أن الأطروحة تؤكد على وضع مخطط هيكلي شمولي ومتكامل ليكون بمثابة أداة وطنية لإعادة تفعيل الإمتداد التاريخي وتعزيز الهوية والإرث الوطني للجزيرة.
ويفرد المعرض المقام على هامش أعمال الدورة ال45 للجنة التراث العالمي صورا لقطع واكتشافات أثرية تعود لأربعة عصور وهي العصر البرونزي – الدلموني والعصر الهلنستي والبارثي والعصر الاسلامي والعصر الساساني ما قبل الاسلام.
ودشن المعرض الذي بدأت فعالياته يوم الأول من أمس الأحد ويستمر حتى 20 سبتمبر الجاري سفير دولة الكويت لدى المملكة العربية السعودية الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد الصباح والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتكليف الدكتور محمد الجسار والمندوب الدائم لدولة الكويت لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) السفير الدكتور آدم الملا.