الكندري يفند أسباب طلبه عدم اعتماد أوراق السفيرة الأمريكية
لا نعيش في ماضي «فضل تحريرنا» بمقابل لازلنا ندفعه
فند عضو مجلس الأمة النائب عبد الكريم الكندري أسباب طلبه عدم اعتماد أوراق السفيرة الأمريكية قائلاً: يرى البعض بأن مطالباتنا بعدم اعتماد أوراق السفيرة الأمريكية إجراء قد يتسبب بضرر بعلاقاتنا مع أمريكا.
واضاف: هناك من إختلط عليه الفرق بين طرد السفير وهو إجراء دبلوماسي ذات طابع سياسي غاية في التصعيد قد يكون مقدمة إلى قطع العلاقات، وبين ما يسمى بعدم قبول اعتماد أوراق السفير الجديد وهو إجراء دبلوماسي معتاد عند تسمية البعثات نتيجة عدم قبول الشخص المزمع تعيينه.
المادة ٤ من إتفاقية فيننا للعلاقات الدبلوماسية جاءت واضحة في تقرير حق الدول بتسمية رؤساء البعثات.
وتابع: بعيداً عن مواقفنا من القضية الفلسطينية، استقبال السفراء يخضع لاتفاقيات وأصول وأعراف دبلوماسية تحكم علاقات الدول وهو ما انطلقنا به من مطالباتنا.
حق الرفض
وبين: لذلك لكل دولة الحق في تسمية سفيرها أو رئيس بعثتها، ومن حق الكويت رفض من تم تسميتهم لديها وهذا إجراء دبلوماسي تطبيقاً للمادة ٤ من اتفاقية فيننا للعلاقات الدبلوماسية التي تنص :
“١- على الدولة المعتمدة أن تستوثق من أن الشخص الذي تزمع تعيينه كرئيس للبعثة لدى الدولة المعتمد لديها قد نال قبول هذه الدولة.
٢- لا تلزم الدولة المعتمد لديها بأن تبدي للدولة المعتمدة الأسباب التي قد تدعوها لرفض قبول الشخص المزمع تعيينه”.
وأردت أنه تأكيداً على هذا الحق السيادي والاجراء الدبلوماسي المعتاد للدول، فقد نصت الاتفاقية بأن ممارسة هذا الاجراء لايستدعي حتى تبرير أسباب عدم قبول للممثل الذي تم تسميته.
العلاقات الأمريكية الكويتية
وقال أما عن العلاقات الأمريكية الكويتية، دعونا نستذكر متى كانت آخر زيارة لشخصية أمريكية رفيعة المستوى للكويت؟ سأجاوب أنا لأنني على يقين بأن الكثير لم يلاحظ ذلك :
-آخر زيارة لرئيس الولايات المتحدة الامريكية للكويت كانت للرئيس جورج بوش الابن في ١١ يناير ٢٠٠٨ أي أكثر من ١٥ سنة وكان هدف الزيارة تقديم التحية والسلام إلى الجنود الامريكان في معسكر عريفجان.
-آخر زيارة لوزير الخارجية الأمريكي انتوني بلنكن في يوليو ٢٠٢١.
وشرح، لذلك وللمهتمين بالشأن الخارجي، لعل مطالبتنا بتغيير تسمية السفيره قد تلف نظر هذا الحليف ليهتم بعلاقاته ويعطي لها قيمة، رغم قناعتي بأن مايربطنا به هو المال والاستثمار والنفط وقاعدته العسكرية ذات البعد الاستراتيجي له، ولا يكترث لأي إعتبار آخر، وإن كنتم خائفين من شيء، فيجب أن يكون من تراجع دورنا الخارجي إقليمياً وعالمياً وفقدان الكويت لدورها المحوري في قضايا المنطقة.
وأكد «نحن نقرع جرس الانذار من حاضرنا مع هؤلاء، ولانعيش في ماضي فضل قيادة التحالف الدولي لتحريرنا، فقد كان ذلك قبل ٣٣ سنة، وكان بمقابل لازلنا ندفعه، وهو ما لايجب أن يجردنا من سيادتنا ومكانتنا وحقوقنا.»
ملفات تعارض السياسة المعلنة للكويت
وأشار أن أن السفيرة حملت ملفات تعارض السياسة المعلنة للكويت وكانت قنصلاً عاماً في سفارة واشنطن بالقدس المحتلة، لذلك موقفنا من عدم قبول أوراقها منسجم مع موقف الدولة التي أكدت بأننا بحالة حرب، وموقف الشعب الرافض للمجازر والمناصر للحق الفلسطيني والرافض للتطبيع.
بل أكثر من ذلك، أتمنى الانتباه من إثارة كلمة الاضرار بعلاقاتنا فقد توصلنا إلى القبول مستقبلاً بأشخاص أو حتى مواقف لانستطيع رفضها بحجة بأننا نخاف على تضرر علاقاتنا معهم.
ورداً على من يقول بأن لاصفة للبرلمان والنائب بالكويت في إبداء الرأي بموضوع السفراء، فقد أغفل أصحاب هذا القول بأن من يوافق على تسمية السفراء في أمريكا هو مجلس الشيوخ فبالتالي نحن نبدي رأينا بالكويت برلمانياً على قرار ذات طابع برلماني صدر عن مجلس منتخب.
تحصين من التطبيع
وعن غزة قال الكندري، أما ما يتعلق بموقفنا في مايحصل الآن بغزة من جرائم ضد الإنسانية ومجاز بحق الشعب الفلسطيني المسلم، فأبسط مايمكن عمله هو رفض أوراق هذه السفيرة وتسمية شخص آخر لم يخدم في فلسطين وتحديداً في هذا التوقيت الذي نعمل نحن بالكويت على تحصين نفسنا من التطبيع ومقبلين على إقرار قانون يجرم ذلك.
ولذلك مثلمنا نطالب العالم بأخذ اجراءات اتجاه الكيان الصهيوني ومن يمدهم بالمال والسلاح والغطاء الدولي فلابد أن نبدأ بأنفسنا، أما شماعة الخوف من تدهور العلاقات فهي ذاتها الشماعة التي تتمسك بها كل الدول المطبعة والتي لها علاقات مع الكيان الصهيوني عندما نطالبها بقطع علاقاتهم.
أمامنا فرصة
وأضاف: أمامنا فرصة لأن نقوم نحن بموقف نستمده من دستورنا وبرلماننا ومن القانون الدولي يتجاوز الشجب والاستنكار وهو رد السفيرة والذي سيبقى كذلك أضعف الإيمان.
واختتم .. شكراً للشعب الكويتي الذي وقف مع الحق بكل مايملك .. أنتم محل فخر واعتزاز.
وتبقى الكويت صغيرة بحجمها لكن كبيرة بمواقفها.