محليات

وزير الخارجية يعقد جلسة مباحثات رسمية مع نظيره الروسي في موسكو

(كونا) – عقدت اليوم الجمعة في عاصمة روسيا الاتحادية موسكو جلسة مباحثات رسمية بين وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح ووزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف.

حيث نقل وزير الخارجية في مستهل المباحثات أطيب تحيات سمو الشيخ نواف الأحمد أمير الكويت وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد إلى الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية وصادق تحيات سمو الشيخ أحمد النواف رئيس مجلس الوزراء وحكومة وشعب الكويت لروسيا الاتحادية الصديقة قيادة وحكومة وشعبا وتمنياتهم بدوام النماء والرخاء والتقدم والازدهار لروسيا وشعبها الصديق مشيدا بما تتسم به علاقات الصداقة التاريخية التي تشهد عامها الـ60 من قوة ومتانة وتعاون وثيق.

ومن جانبه عبر وزير خارجية روسيا الاتحادية عن أطيب التحيات للقيادة السياسية في الكويت مثمنا الروابط العميقة التي تجمع البلدين وشعبيهما الصديقين معربا عن اعتزاز بلاده بمسيرة علاقات الصداقة المتميزة والتعاون القائم مع الكويت في جميع المجالات.

وجرى خلال جلسة المباحثات الرسمية بين وزيري خارجية البلدين الصديقين بحث أطر تعزيز العلاقات الثنائية ودفعها إلى مواقع متقدمة وبحث كل ما من شأنه أن يحقق رؤى قيادتي البلدين الصديقين نحو المزيد من التقدم ومستقبل أرحب يعكس تلك التطلعات ويحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.

كما تم بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والتطورات الأخيرة في المنطقة وفي مقدمتها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتصعيد الخطير في قطاع غزة ومناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين لدعم الجهود الدولية المشتركة لوقف القتال الدائر وضمان عدم اتساع دائرة الصراع وتكثيف التحرك الدبلوماسي والسياسي لضمان توفير المعابر الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية للشعب الفلسطيني الشقيق وتكريس العمل المشترك نحو إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة بالإضافة إلى المستجدات على الساحة العراقية وخاصة التداعيات المتعلقة بالحيثيات التاريخية المغلوطة في قرار المحكمة الاتحادية العليا العراقية بشأن اتفاقية خور عبدالله وقضية استكمال ترسيم الحدود البحرية الكويتية – العراقية لما بعد العلامة رقم 162 وكذلك ضرورة إنهاء ترسيم الحدود البحرية بين دولة الكويت وإيران.

كما تم التطرق إلى ملف الأزمة السورية والجهود الدولية والمساعي الرامية لإيجاد حل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق. وكانت الأزمة في أوكرانيا وتبعاتها على الصعيدين الإقليمي والدولي أحد محاور المباحثات وغيرها من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وأعاد الوزيران التأكيد على الالتزام المشترك بتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.

وتم عقد مؤتمر صحفي مشترك أعرب وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح خلاله عن الشكر لنظيره الروسي على دعوته لزيارة موسكو مبينا أن المباحثات الثنائية كانت “مثمرة وبناءة” وتناولت سبل تطوير العلاقات “القوية والتاريخية” بين البلدين.
وأوضح وزير الخارجية أن الكويت كانت أول دولة خليجية تقيم علاقات مع (الاتحاد السوفيتي) وذلك في العام 1963 إذ يحتفل البلدان هذا العام بمرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية التي “نفخر بها وبمستواها” مشيرا إلى الاتفاق المشترك على تطويرها والارتقاء بها إلى آفاق أرحب.

وقال الشيخ سالم الصباح إنه أطلع وزير الخارجية الروسي على “محادثاتنا مع العراق بشأن أهمية إنهاء ترسيم حدودنا البحرية لما بعد العلامة 162 وكان هناك تطابق في وجهات النظر بأهمية إنهاء ترسيم هذه الحدود وكيفية تحقيق ذلك”.

وأفاد بأن المباحثات تناولت الأوضاع الإقليمية وعلى رأسها الحرب في قطاع غزة منوها إلى تطابق وجهات النظر بأهمية وقفها فورا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأضاف أن ما نشاهده في قطاع غزة “يدمي القلوب” مع بلوغ عدد الضحايا نحو تسعة آلاف منهم حوالي أربعة آلاف طفل أي بمعدل ألف طفل أسبوعيا داعيا المجتمع الدولي إلى العمل على وقف هذه الحرب ومجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته والعمل على إيقافها وإدخال المساعدات.

ولفت إلى أن دولة الكويت من أوائل الدول التي سارعت إلى إنشاء جسر جوي لإرسال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى قطاع غزة مبينا أن “الطائرات الكويتية أقلعت منذ اليوم الأول… واليوم أقلعت الطائرة الحادية عشرة إلى مطار العريش لإيصال المساعدات التي بلغت نحو 400 طن تضمنت أدوية وأمورا أخرى”.

وذكر وزير الخارجية أن المساعدات الكويتية دخلت إلى قطاع غزة وكانت من أولى المساعدات وصولا للمحتاجين وسنستمر في هذا المسعى وكذلك الجسر الجوي والمساعدات لن يتوقفا.

وأشار إلى بحث الحرب في أوكرانيا والتعبير عن موقف دولة الكويت الداعي إلى وقفها في أسرع وقت ممكن واللجوء إلى الحوار والحلول السلمية.

كما أشار إلى بحث الأوضاع في سوريا إذ “أكدنا موقف دولة الكويت الواضح وأملنا وسعينا لمساعدة الشعب السوري في إيجاد الأمن والسلم الذي يستحقه”.

من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المباحثات تركزت على مناقشة التطورات الإقليمية مؤكدا الرفض القاطع للقصف العشوائي للأحياء المدنية في قطاع غزة و”احتجاز الرهائن” وغير ذلك من الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني.

وأكد لافروف ضرورة “اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية للحيلولة دون سقوط مزيد من الضحايا وتقديم المساعدة للسكان المدنيين”.

ودعا إلى الإسراع في خلق الظروف المواتية لاستئناف المباحثات الشاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين و”بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار يجب العمل من أجل استئناف المفاوضات بهدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية”.

ورفض وزير الخارجية الروسي “بشكل قاطع” الحديث عن تهجير الفلسطينيين إلى صحراء سيناء فـ”الفكرة تتنافى تماما مع مصالح الفلسطينيين ومصر وتتناقض مع مساعي السلام في المنطقة”.

وأضاف أن المباحثات تناولت أيضا الوضع في سوريا في ضوء عودتها إلى جامعة الدول العربية مؤكدا ضرورة “تدعيم هذه الخطوة الإيجابية بأفعال محددة من أجل تحسين الوضع على الأرض” لافتا إلى التأكيد المشترك على ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة في سوريا على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة القاضية بضرورة الحفاظ على سيادة سوريا وسلامة أراضيها.

وأشاد وزير الخارجية الروسي بموقف دولة الكويت “المتزن” حيال الأزمة الأوكرانية لافتا إلى أن بلاده “لا ترى حتى الآن أي بادرة من أوكرانيا للتوصل إلى إقامة سلام عادل وحقيقي”.
وذكر وزير الخارجية الروسي أن الجانبين ناقشا سبل تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات إذ “أكدنا على الدور الذي تلعبه في هذا المجال اللجنة المشتركة المعنية”.
وأفاد بأن المباحثات تناولت كذلك زيادة النشاط السياحي بين الكويت وروسيا لافتا إلى أن تضاعف عدد السياح الكويتيين القادمين إلى موسكو خلال العام الجاري جاء بفضل افتتاح خط جوي بين موسكو والكويت في فبراير الماضي علاوة على تسهيل حصول المواطنين الكويتيين على تأشيرة سياحية إلى روسيا.

زر الذهاب إلى الأعلى