حرب غزة تجبر الكيان الصهيوني على إلغاء «صفقة تاريخية» لتصدير دباباته
خسائر التراجع عن البيع بلغت عشرات ملايين الدولارات
ألغت مؤسسة الدفاع التابعة للاحتلال الإسرائيلي، خطة لتصدير مئات من دبابات «الميركافا» القديمة إلى جيوش أجنبية وأوروبية، وذلك بسبب الحرب التي يشنها الاحتلال على غزة منذ نحو شهر ونصف الشهر، إضافة إلى زيادة استعداد الجيش لاحتمال اشتعال الحرب مع «حزب الله» في لبنان.
صحيفة Calcalist الإسرائيلية ذكرت أن هذه الدبابات من طراز «ميركافا مارك 3» و«ميركافا 2»، التي تقادم بها العمر، مشيرةً إلى أن الاحتلال استبدل بها في العقدين الماضيين دبابات «ميركافا 4» المتقدمة.
كانت إسرائيل قد انتهت في الأشهر الأخيرة، من تطوير جيل جديد من الدبابات، التي تعتمد على تصميم الميركافا وتُسمى «لايتنينغ» أو «البرق»، وسُلمت الدبابات الأولى من هذا الطراز قبل الحرب ليستخدمها مقاتلو الكتيبة 52 من لواء المدرعات 401.
أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن قرار وقف التصدير اتخذه المديرُ العام لوزارة الدفاع، الجنرال إيال زمير، بعد الانتهاء من نقاش للخبراء، عُرض عليه في أثنائه مخططٌ لتصدير مئات الدبابات التي أُحيلت إلى التخزين منذ سنوات عديدة ولا يستخدمها جيش الاحتلال.
جاء ذلك الاجتماع بعد تقدمٍ كبير في المفاوضات بين ممثلي قسم التصدير الدفاعي في وزارة الدفاع الإسرائيلي، ومسؤولي المشتريات بجيش أجنبي، وكان الطرفان على وشك التوقيع على صفقة تاريخية لم يسبق أن عقدت إسرائيل مثلها من حيث عدد الدبابات المفترض تصديرها، وبلغت قيمة الصفقة عشرات الملايين من الدولارات.
مسؤولون أمنيون قالوا لصحيفة Calcalist الإسرائيلية- دون أن تذكر أسماءهم- إن زمير اتخذ قراره بإلغاء الصفقة قبل الحرب على غزة، وتبيَّنت صحة القرار وصواب مسوغاته بعد اندلاع الحرب، فقد اعتمد جيش الاحتلال اعتماداً كبيراً على القوات المدرعة في قطاع غزة، وتزايدت وتيرة تجديد المدرعات، لا سيما أنها قد باتت جزءاً لا يتجزأ من العمليات القتالية، وزاد عملها بالتنسيق مع قوات المشاة والقوات الجوية الإسرائيلية.
وعلى أثر قرار وقف الصادرات، بدأ الجيش الإسرائيلي فوراً في إنشاء كتيبة مدرعة من جنود الاحتياط، ستعتمد على عشرات الدبابات من طراز «ميركافا 3»، وذلك بعد أن كان جيش الاحتلال قد أغلق العديد من الوحدات التابعة للتشكيلات المدرعة والبرية خلال العقد الماضي لقلة الكفاءة وتفضيل التقنيات الحديثة.