الاحتلال دمّر 50 % من المباني السكنية شمال غزة وحوّل مناطق بأكملها إلى ركام
أكثر من 10 آلاف شهيد و20 ألف جريح.. واعتقال الآلاف في ظروف قاسية
أكدت اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية، أن حجم الكارثة في شمال غزة وصل إلى مستويات خطيرة وغير مسبوقة نتيجة المشاهد القاسية للموت والدمار والتهجير والجوع مع استمرار الحرب الطاحنة على شعبنا.
جاء ذلك خلال اجتماع عقدته اللجنة في أحد شوارع مخيّم جباليا لمناقشة التقرير الذي أعدته بعد قيامها بزيارات وجولات ميدانية لمراكز الإيواء ولمختلف مناطق الشمال، وكذلك مقابلة عدد من الجهات المسؤولة من أجل التحقق من التقديرات الأولية لحجم الدمار في شمال غزة.
وأشار تقرير اللجنة إلى أن عدد الشهداء في شمال غزة يزيد عن (10) آلاف شهيد، وهناك أكثر من (20) ألف جريح، وخلال الاجتياح البري لمناطق الشمال اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الآلاف في ظروف قاسية.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن الحرب دمّرت بشكل كلي أكثر من (50%) من منازل المواطنين في مختلف مناطق شمال غزة، وحول القصف الإسرائيلي مناطق بأكملها إلى ركام.
وأوضح التقرير أن الدمار لحق في مختلف ممتلكات المواطنين الخاصة والعامة ومنها المنازل السكنية، المستشفيات، المدارس، الجامعات، المصانع، المؤسسات الخدمية، الأسواق، المحال التجارية، مزارع المواشي والأبقار والأراضي الزراعية وغيرها.
وبيّن التقرير أن شبكات الاتصالات والإنترنت والكهرباء تعطلت كليا، وأن (50%) من مضخات وآبار المياه تم تدميرها بشكل كامل مما فاقم من معاناة المواطنين في الحصول على الماء وحولها إلى مهمة شاقة، وكذلك تعطلت شبكات مياه الصرف الصحي بنسبة(50%) وتسبب ذلك بطفح “المجاري” في مختلف شوارع شمال غزة المدمرة مما تسبب بصعوبة شديدة في حركة المواطنين سيرا على الأقدام وكذلك تعيق بشكل كبير حركة تنقلهم بين مناطق شمال غزة باستخدام العربات التي تجرها “الحمير”.
ولفت التقرير إلى الأعداد الكبيرة والدمار الهائل الذي لحق بسيارات المواطنين وسيارات الإسعاف والدفاع المدني وآليات الخدمات في البلديات حيث تعرضت للقصف والتجريف والحرق والاستهداف المباشر بالقذائف والصواريخ الإسرائيلية.
وقال: «تسببت الحرب بكوارث إنسانية وصحية، وتشير التقديرات إلى أن (99%) من سكان الشمال يعيشون تحت خط الفقر ومهدون بالموت جوعاً نتيجة توقف الحياة، وعدم تلقي الرواتب، ومنع وصول المساعدات الإنسانية والنقص الحاد في الغذاء والماء والوقود والدواء وتوقف نسبة كبيرة من الخدمات الطبية بعد اقتحام الاحتلال للمستشفيات والمراكز الطبية.
وحذّر التقرير من خطورة تسارع وتزايد وتيرة انتشار الأمراض والأوبئة بسبب الافتقار لأدنى معايير ومقومات النظافة وتكدس أكوام القمامة في الشوارع وبالقرب من مراكز الإيواء التي تعاني من الازدحام والاكتظاظ الشديد حيث يوجد نحو (100) ألف نازح في أكثر من (50) مركز لإيواء النازحين في شمال غزة.
وناشد رئيس اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية في شمال غزة د.يحيى المدهون جميع الجهات المعنية بالعمل على إدخال المساعدات الإنسانية؛ لإنقاذ حياة نحو (240) ألف مواطن محاصرون في شمال غزة ويعانون من الدمار والجوع والمرض ومهددون بالموت في كل لحظة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 19 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 183 شهيداً و377 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقالت وزارة الصحة إنه لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 26083 شهيداً و64487 مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي.