رياضة

يوسف البيدان.. «وسّع صدرك»

لا يمكن لأحد تجاهل أن المنصب العام له خصوصيته، وأنه من الضروري أن يتسع صدر صاحبه للنقد، فالنقد عندما يوجّه إلى عمل المسؤول وإجراءاته وقراراته يكون مقبولاً مهما ارتفع سقفه، أما عندما يطال عائلته أو شرفه أو سمعته، فلن يكون مقبولاً في حده الأدنى، وهو ذلك الأمر الذي طالما تنادي به وسائل الإعلام الكويتية المختلفة.

الإعلام سلطة رقابة ومن أدوارها الهامة المنوطة بها تسليط الضوء على الأخطاء ونقد عمل المسؤولين -في حدود القانون- لمحاولة تصحيح هذه الأخطاء أو القرارات، إلا أن المشكلة والمعضلة الرئيسية هي ضيق صدر المسؤول للنقد بشكل عام، حتى ذلك النقد الذي هدفه تصويب خطأ أو إعوجاج في وزارته أو هيئته أو أي مؤسسة كانت، وهذا ما حصل مع رئيس هيئة الرياضة يوسف البيدان الذي ضاق صدره من نقد بعض الرياضيين ووسائل الإعلام تجاه بعض قراراته، فلم يتقبّله حتى أنه قام بمقاضاة عدة وسائل إعلامية وجّهت له النقد من باب النصح ومن بين وسائل الإعلام هذه شبكة «سرمد» بسبب بثّها لمؤتمر صحفي تحدّث فيه بعض الرياضيين عن معاناتهم وانتقدوا تعامل هيئة الرياضة مع قضاياهم.

وفيما نشاهد البيدان مصرّحاً بأنه «ليس دوري الرد على مجاميع تتحدث في الإعلام» وكأنه يتقبل النقد ولن يرد عليه، نجده يطبّق عكس ما يتفوّه به ويقاضي وسائل الإعلام لنقل خبر أو لنقد عمل، في خطوة تعكس التناقض بين ما يُظهره أمام كاميرات الإعلام وما يظهره في الحقيقة.

وهنا لا يسعنا إلا قول إن لوسائل الإعلام، كما للمواطنين، حق نقد عمل كل مسؤول أيّاً كان موقعه في حدود القانون وما ينصّ عليه الدستور، فالعمل العام عُرضة للنقد طالما بهدف تصحيح إعوجاج أو تسليط الضوء على أمر ما، فالنقد يعد صورة من صور الحرية التي تتميز بها كويتنا الحبيبة، ولن نحيد عن خُطى هذه الحرية كما نصّت عليها مواد الدستور. ونقول لرئيس هيئة الرياضة يوسف البيدان «وسّع صدرك».

زر الذهاب إلى الأعلى