محليات

الكويت والقضية الفلسطينية.. دعم متواصل في المحافل الدولية وفزعات إنسانية

(كونا) – على مدى 76 عاماً ما زالت القضية الفلسطينية في صلب الاهتمام والدعم الكويتي رسمياً وشعبياً وفي كل محطة مفصلية وتطور لم تتوان السياسة الخارجية الكويتية أو تغفل عن الموقف المبدئي والثابت لدولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا في دعم الشعب الفلسطيني.

واتخذ الدعم الكويتي منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي زخما ومسارا في كل الاتجاهات السياسية والإنسانية عبر إطلاق قوافل المساعدات العاجلة والفزعات الشعبية وسط جهود وتحركات مستمرة لوقف العدوان والمجازر وتأمين الحماية للشعب الفلسطيني وسط تأكيد على أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية.

وترجمة لهذا الموقف تأتي كلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيح مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في قمة القاهرة للسلام مؤخرا التي أكدت رفض أي دعوات للتهجير القسري لأبناء فلسطين ودعوة المجتمع الدولي لممارسة دوره لإيقاف العمليات العسكرية وتوفير الحماية للمدنيين في قطاع غزة مما يؤكد الموقف المبدئي والثابت المطالب بعودة الحق الشرعي للشعب الفلسطيني.

وعبرت كلمة سموه عن الموقف الكويتي الثابت بأن أي حديث عن سلام في الشرق الأوسط لن يكون دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة ونيل الشعب الفلسطيني لحقوقه كاملة.

كما لم تأل الكويت جهدا في كل المحافل لدفع المساعي الدولية لرفع الحصار عن قطاع غزة وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني الشقيق وحل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا وفق المرجعيات والقرارات الدولية بما يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق.

وعلى خط التحرك الدبلوماسي الخارجي سخرت الكويت جهودها وثقلها في أكثر من محفل إقليمي ودولي لنصرة القضية الفلسطينية إذ جدد وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا الموقف المبدئي والثابت تجاه إدانة واستنكار الاعتداءات المستمرة للاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني مؤكدا أن الجرائم الإسرائيلية الممنهجة والخطيرة تشكل خرقا وانتهاكا صارخا لكل القيم الإنسانية والمبادئ والمواثيق الدولية وقوانينها.

فمن نيويورك أكد الوزير اليحيا مؤخرا موقف دولة الكويت الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية داعيا المجتمع الدولي إلى تعزيز السبل لوقف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة جراء استمرار الاحتلال باستهداف الأبرياء من المدنيين.

وقال اليحيا لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) في ختام زيارته الى نيويورك للمشاركة بالمنتدى السياسي حول التنمية المستدامة وجلسة مجلس الأمن الخاصة بالنظام الدولي القائم والجلسة المفتوحة لمجلس الأمن لمناقشة القضية الفلسطينية إن المعاناة التي يعيشها أهالي غزة تجاوزت حدود اللغة والتعبير.

وشدد على دعوة الكويت للمجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وإلزام قوات الاحتلال بالانصياع للقرارات الدولية ذات الصلة وضرورة استنهاض المجتمع الدولي مسؤوليته نحو بلورة تصورات واضحة المعالم لإغاثة أهل غزة دون قيد أو شرط.

وأضاف أن الكويت لن تتوانى في مد يد العون للشعب الفلسطيني الشقيق وستستمر بدعمه في ظل ما يتعرض له من ظلم وعدوان وستوجد دائما وأبدا في صفوف المناصرين للقضية الفلسطينية متمسكة بخيار السلام العادل والشامل وفقا للمرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة بما يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق.

وبصفته ممثلا لسمو أمير البلاد التقى الوزير اليحيا رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى على هامش أعمال مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لقطاع غزة في البحر الميت أخيرا أكد خلاله موقف الكويت في رفع الحصار عن قطاع غزة وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للفلسطينيين وحل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا وفق المرجعيات والقرارات الدولية.

في موازاة ذلك طالب مندوب دولة الكويت لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى في جنيف السفير ناصر الهين المجتمع الدولي بتحمل مسؤولية تاريخية وحشد الجهود لوقف الحرب الشعواء المستمرة ضد الأبرياء من الشعب الفلسطيني الأعزل وإعطاء هذا الشعب المناضل حقه المشروع وفقا للقوانين والمواثيق الدولية.

وقال السفير الهين في كلمة افتتح بها مؤخرا أعمال فعالية تنظمها الكويت مع كل بلجيكا ومنظمة العمل الدولية في قصر الأمم المتحدة بجنيف بحضور عدد من الدول المانحة لدعم الأراضي الفلسطينية المحتلة إن “هذه الفعالية المهمة تعد رسالة تضامن ومؤازرة للضحايا والمنكوبين من الشعب الفلسطيني الشقيق وبشكل خاص في غزة الجريحة”.

وفي جنيف أيضا نظمت دولة الكويت وبلجيكا فعالية بالتعاون مع منظمة العمل الدولية لدعم العمال وأصحاب العمل الفلسطينيين استجابة للخطة التي وضعتها المنظمة بهدف التخفيف من آثار الحرب عليهم.

وهدف الاجتماع إلى تجديد التأكيد على التزام شركاء التنمية الرئيسيين للمنظمة بالتخفيف من الآثار الاجتماعية والاقتصادية المدمرة للأزمة الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر برنامج التعافي التابع لمنظمة العمل الدولية في إطار برنامج الأمم المتحدة الأوسع نطاقا للتعافي وتماشيا مع الترابط بين العمل الإنساني والإنمائي والسلام.

وتزامن تنظيم هذه الفعالية التي تنظمها الكويت وبلجيكا مع انعقاد الدورة الـ112 لمنظمة العمل الدولية التي انطلقت أعمالها في الثالث من يونيو الماضي.

وأكد السفير الهين أن المجموعة العربية والإسلامية إضافة الى الصين ونيكاراغوا وفنزويلا نجحت رغم كل الصعوبات في تمرير قرار برفع مستوى تمثيل فلسطين داخل منظمة الصحة العالمية بدلا من وضعها السابق كدولة مراقب.

ولفت إلى أنه قدم تقريرا مفصلا حول الوضع الصحي في غزة حمل فيه الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ما يحدث وطالبه بإنهاء الحرب على غزة معتبرا أن مسؤولية إيقاف الحرب تقع على عاتق الاحتلال.

وفي سياق الدعم المادي تعتبر دولة الكويت سباقة في تقديم المساعدات المخصصة للشعب الفلسطيني والمنظمات الدولية المعنية بتحسين أوضاع الفلسطينيين ومنها الالتزام بتقديم 500 ألف دولار أمريكي سنويا ضمن مساهماتها الطوعية لمنظمة العمل الدولية انطلاقا مما تمثله القضية الفلسطينية من أولوية.

وبتوجيهات عليا من سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه فقد سارعت الحكومة والجمعيات الخيرية الكويتية إلى حشد الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني المنكوب.

وسيرت الكويت إلى الآن 50 طائرة بحمولة مليون و300 ألف طن من المساعدات الإنسانية العاجلة وقدمت مساعدات تقدر بـ112 مليون دولار تقريبا إضافة إلى 30 مليونا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تعرضت مدرسة لها مؤخرا لهجوم إجرامي من قوات الاحتلال الاسرائيلي.

وكان سفير دولة الكويت لدى الصين جاسم الناجم قد أكد أهمية منتدى التعاون العربي – الصيني الذي استضافته بكين بمشاركة وزير الخارجية عبدالله اليحيا مشيرا إلى أنه اعتمد ثلاث وثائق منها بيان بشأن فلسطين.

وقال السفير الناجم لـ(كونا) حينها إن مباحثات المنتدى تناولت العديد من الملفات المهمة وأبرزها القضية الفلسطينية وتطورات حرب الاحتلال على قطاع غزة.

بدوره قال مندوب الكويت لدى جامعة الدول العربية السفير طلال المطيري إن الكويت كانت سباقة في المطالبة بمقاطعة الكيان الصهيوني حيث استضافت البلاد عام 1958 مؤتمر مكاتب مقاطعة الكيان الصهيوني في العالم العربي.

وأشار إلى مساهمة الكويت العام 1964 بافتتاح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية على أراضيها وقدمت الدعم لها للقيام بدور ريادي في تسليط الضوء على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

زر الذهاب إلى الأعلى