أخبار دولية

تظاهرات حاشدة لطالبات كوريا الجنوبية ضد الاختلاط مع الذكور في الجامعات

غضب الطالبات جاء إثر قرار إداري أحادي بقبول الذكور في الجامعات النسائية

ذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن الطالبات الجامعيات في كوريا الجنوبية عبرن عن غضبهن منذ ما يقارب من ثلاثة أسابيع بسبب قبول الذكور في الجامعات المخصصة للإناث.

وأوضحت الصحيفة أن «المتظاهرات الرئيسيات اللاتي أعلن عن غضبهن، هن طالبات كلية دونغديوك في العاصمة، وقد احتللن المبنى الرئيسي والعديد من الفصول الدراسية في الحرم الجامعي في الأيام الماضية، مما أجبر الإدارة على تقديم دروس عبر الإنترنت».

وتم تنظيم مظاهرات وحواجز لمنع الاختلاط، كما تم رفع لافتات تدعو لاستقالة رئيسة الجامعة كيم ميونغ آي.

وعلمت الطالبات أن جامعة دونغديوك شمال سيئول المخصصة للإناث تخطط لفتح باب التسجيل للشباب في برامج التصميم والفنون المسرحية، مرجعة سبب ذلك القرار إلى تناقص عدد السكان الكوريين كل عام، وما لم يُفتح باب الجامعة أمام الذكور، فإن ذلك قد يتسبب في إغلاقها.

ورفضت الطالبات القرار، وخرجن في حركة احتجاجية وأغلقن حرمهن الجامعي، وكان أحد شعاراتهن: «الموت أهون علينا من فتح أبوابنا».

وقالت واحدة من أعضاء مجلس طالبات الجامعة: «القرار الأحادي الذي اتخذته الجامعة، دون أن تستشير فيه الطالبات اللاتي يدرسن ويعشن هنا، لم يترك لنا أي خيار سوى إسماع أصواتنا».

وأضافت طالبة أخرى: «لم يتم تحذيرنا، ولم تبلغنا الجامعة بهذا التغيير، رغم أنه مهم للغاية بالنسبة لنا. إذ يلتحق الكثير من الطالبات بهذه الجامعة لأنها مخصصة للنساء. إنه أمر غير ديمقراطي، ونريد أن تأتي الإدارة، وتناقش الأمر معنا».

وحذرت رئيسة الجامعة كيم ميونغ آي مما وصفته بـ«الاحتجاجات غير القانونية التي تنتهك حقوق التعليم».

ومع مرور الأيام، أصبحت الاحتجاجات ساحة معركة سياسية، حيث قال رئيس الحزب المحافظ الحاكم هان دونغ هون: «المحرضون على حوادث العنف يجب أن يتحملوا مسؤولية الأضرار التي لحقت بالممتلكات»، ووصف النائب لي جون سيوك المظاهرات بأنها «غير مدنية»، وردًا على ذلك، اتهم سياسيون معارضون هؤلاء المحافظين باستخدام الاحتجاجات كسلاح لصرف الانتباه عن مشاكلهم السياسية.

ويقول أستاذ الأنثروبولوجيا يونكيونغ ناه إن هذه «الاحتجاجات تعكس شعور الشابات الكوريات بعدم الأمان في الأماكن العامة»، مشيرًا إلى «السياق المتوتر للغاية من التحرش والجرائم الجنسية الرقمية ووباء المواد الإباحية»، مؤكدًا أن «احتجاج الطالبات محاولة للحفاظ على ما يعتبرنه بيئة تعليمية آمنة، رغم أن توفير مساحات آمنة ليس الهدف الأساسي للجامعات النسائية».

ويعود إنشاء هذه الجامعات المخصصة للنساء، التي توجد منها 14 في كوريا الجنوبية، إلى بداية القرن العشرين، لتقديم تعليم عالٍ للنساء في مجتمع أبوي صارم.

زر الذهاب إلى الأعلى