محليات

السفير المصري: لفتة طيبة لسمو الأمير باعتبار زيارة الرئيس السيسي «زيارة دولة»

القمة ستشهد تبادلاً للطروحات والأفكار حول القضايا المحورية في منطقتنا العربية

أكد السفير المصري لدى البلاد أسامة شلتوت أن اللفتة الطيبة والكريمة من صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد في أن تكون زيارة رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي إلى الكويت الشقيقة «زيارة دولة»، تعتبر تأكيداً على متانة العلاقات بين البلدين قيادة وحكومة وشعباً.

وقال السفير شلتوت بمناسبة زيارة دولة التي يقوم بها الرئيس السيسي إلى الكويت اليوم الإثنين، إن هذه الزيارة تعد في أعلى درجات الزيارات المتبادلة بين قادة الدول وتعبّر عن أسمى آيات التقدير من جانب الدولة المضيفة لضيفها.

وأوضح أن الزيارة تأتي في توقيت دقيق جداً سواء لناحية تطور العلاقات الثنائية بين القاهرة والكويت أو لناحية التطورات الإقليمية والدولية الراهنة، التي تتطلب الوحدة والتكاتف بين الدول العربية والإسلامية الشقيقة مما يعزز أهمية زيارة الرئيس السيسي إلى دولة الكويت ولقائه صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد.

وذكر أن لقاء القمة يمثل فرصة لتبادل الآراء والتشاور بين صاحب السمو والرئيس السيسي حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في كل المجالات خصوصا الاستثمارية والتجارية التي تمثل أولوية للبلدين.

ولفت إلى توجيهات القيادة السياسية في كل من الكويت ومصر بالعمل على تعزيز التعاون الاستثماري والتجاري والاقتصادي بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين ويسهم في تحقيق أهداف التنمية بكلا البلدين.

وبين أن القمة ستشهد كذلك تبادلاً للطروحات والأفكار حول القضايا المحورية في منطقتنا العربية وأهمها القضية الفلسطينية والعدوان الغاشم على غزة والاعتداءات الإسرائيلية الإجرامية على الضفة الغربية والأشقاء في كل من سوريا ولبنان كذلك ما يتعلق بالتطورات في السودان وليبيا واليمن.

ولفت السفير شلتوت إلى أن مواقف كل من مصر والكويت تكاد تكون متطابقة تجاه كل هذه القضايا وهو ما يعكس اتساق السياسة الخارجية لبلدينا مع القانون الدولي وقواعد العدالة والقيم الإنسانية المشتركة.

وأشار إلى أن هذه الزيارة تعد الخامسة للرئيس السيسي إلى الكويت مما يعكس عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين وتشير إلى أن ما يجمعهما هي علاقة أخوية استراتيجية لتشاركهما في وحدة المصير.

وأكد أنه «من حسن حظ الدولتين وشعبيهما تمتعهما بقيادتيهما الحكيمة اللتين تدركان أهمية الالتقاء والتشاور لبحث كل القضايا الإقليمية والدولية وكذلك العلاقات الثنائية بما يعود على شعبينا بالرخاء والتقدم والازدهار».

كما أعرب عن التطلع إلى تواصل واستمرار الزيارات بين مسؤولي البلدين الشقيقين «وبشكل خاص نتطلع لزيارة حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد إلى بلده الثاني مصر».

وردا على سؤال عن أبرز الملفات التي ستتم مناقشتها خلال زيارة الرئيس السيسي أفاد بأن القمة ستشهد مناقشة سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية خصوصاً في ضوء الفرص المواتية لتعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية بين كل من مصر والكويت كما ستتناول الزيارة بطبيعة الحال كل القضايا الإقليمية الراهنة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ودعمها بكل الطرق.

وعن طبيعة العلاقات الكويتية – المصرية في المرحلة الراهنة وأبرز مجالات التعاون الثنائي التي تشهد تطورا ملحوظا قال السفير شلتوت إن هذه العلاقات تحت القيادة الحكيمة للرئيس السيسي وصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في أفضل عصورها.

وأضاف في هذا الشأن أن «توجيهات القيادة السياسية في كلا البلدين لجميع المسؤولين هي التنسيق والتعاون على كل المستويات وطرح أفكار جديدة لتعزيز ذلك التعاون وتذليل أية عقبات قد تؤثر عليه علاوة على المواقف شبه المتطابقة لكل من الكويت والقاهرة في مختلف القضايا الإقليمية والدولية والتنسيق المستمر على نطاق المنظمات المتعددةالأطراف الإقليمية منها والدولية».

وذكر أن هذه التوجيهات أثمرت تطوراً ملموساً في العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات عدة أبرزها التعاون في مجال الاستثمار وأيضا التعاون التجاري وفي مجالات أخرى مثل الطاقة والسياحة والثقافة والعمالة وغيرها مما يشهد تقدماً جيداً جداً.

وعن الخطط المستقبلية لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين خصوصا وسط المتغيرات الإقليمية والدولية أوضح أنه في ضوء العلاقات الأخوية التاريخية المميزة بين مصر والكويت «دائماً هناك تطلع لتنمية التعاون في كل المجالات بين بلدينا وفي طليعة المجالات التي تحظى باهتمام قيادتي البلدين هي التعاون الاقتصادي والاستثماري».

وأضاف أن المتغيرات الإقليمية والدولية الأخيرة الاقتصادي منها والسياسي «تدفعنا كأشقاء وشركاء في المنطقة إلى تعزيز تعاوننا وتنميته لمجابهة أي تأثيرات سلبية قد تنتج عن هذه المتغيرات المشار إليها خصوصا أن بعض تلك المتغيرات كان مفاجئا مما يصعب عملية التخطيط على الحكومات ويمثل التكاتف بين الإخوة في مثل هذه الظروف عنصرا جوهريا في جبر أي ضرر قد ينتج عن متغيرات إقليمية ودولية».

وأكد السفير شلتوت أن هذه العوامل تعزز من أهمية زيارة الرئيس السيسي إلى دولة الكويت الشقيقة ولقائه حضرة صاحب السمو أمير الكويت كون هذه القمة فرصة لطرح كل هذه الأمور للنقاش والتوصل لرؤية مشتركة بشأنها.

وبسؤاله عن الدور المهم للجالية المصرية في الكويت بتعزيز الروابط الشعبية بين البلدين أعرب عن شكر السفارة المصرية للكويت على رعايتها لهذه الجالية «وأؤكد أننا نتلقى يومياالعديد من عبارات الإشادة والشكر والتقدير والعرفان من أبناء الكويت المخلصين بشأن دور الجالية المصرية في الكويت التي نلمس فيها الصدق والوفاء في أزهى صوره».

وتابع أنه «لا يمكن أن ننسى أن الشعبين تربطهما علاقات النسب والمصاهرة ويتمتعان بعلاقات وجودية ممتدة تمثلت في أبهى صورها بمشاركة القوات المسلحة الكويتية في حربي الاستنزاف و1973 ومشاركة القوات المسلحة المصرية في حرب تحرير الكويت علاوة على انضمام مصريين مقيمين بالكويت إلى المقاومة الشعبية الكويتية لحبهم العميق لدولة الكويت وشعبها الشقيق».

وعن الدور الذي تؤديه كل من الكويت ومصر في تعزيز العمل العربي المشترك وسط التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة قال السفير شلتوت إن السياسة الخارجية لكل من البلدين تتسم بالاعتدال والحكمة «مما يخلق دورا محوريا لهما في تعزيز العمل العربي المشترك خصوصا وسط التحديات المتعددة التي تمر بها المنطقة العربية».

وأضاف أن البلدين يسعيان دائما إلى توحيد الصفوف وتقريب وجهات النظر بين كل الدول والأطراف سواء من خلال جامعة الدول العربية أو عبر المبادرات الصادرة عن أحدهما وكليهما التي تهدف لتبني الحلول السياسية والحوار كبديل عن الصراع العسكري.

وبين أن ذلك يمكن لمسه في العديد من القضايا العربية المحورية وعلى رأسها القضية الفلسطينية كذلك الوضع في كل من السودان وليبيا واليمن كما تدفع كل من القاهرة والكويت نحو تعزيز التكامل العربي من خلال مشاريع استراتيجية كبرى في مجالات الطاقة والنقل والبنية التحتية.

وأوضح أن مصر بما لها من ثقل سياسي وتاريخي وعسكري والكويت بما تقدمه في مجال العمل الإنساني من مساعدات سخية للدول المتضررة من الأزمات يجعلهما ركيزة في دعم الاستقرار والتنمية في العالم العربي ويكمل أحدهما الآخر.

وقال السفير شلتوت إن ذلك التناغم بينهما من شأنه المساهمة في حماية مصالح الأمة العربية وصون أمنها واستقرارها كما يعكس إدراكا عميقا لأهمية العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية من الدولتين.

وبسؤاله عن مستوى التنسيق السياسي بين الكويت والقاهرة في الملفات الإقليمية والدولية أشار إلى أن التنسيق السياسي بين البلدين مميز جدا ويشمل ذلك كل الملفات حيث تتطابق الرؤى تجاه كل القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى جميع المستويات بداية من القمة بين زعيمي البلدين.

وأضاف «ولعل زيارة الرئيس السيسي إلى الكويت أبرز دليل على ذلك ومروراً بالمستوى الوزاري حيث تبادل وزيراً الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي والكويتي عبدالله اليحيا الزيارات في كل من القاهرة والكويت كما يحرصان على التواصل هاتفياً بانتظام علاوة على حرصهما على الالتقاء على هامش الفعاليات الدولية وآخرها منتدى أنطاليا الدبلوماسي (في تركيا) الأسبوع الماضي».

وأفاد بأن ذلك التنسيق يمتد أيضا سواء من خلال السفارة المصرية في الكويت أو السفارة الكويتية في القاهرة أو من خلال التنسيق الجاري بين البعثات الدبلوماسية لكلا البلدين لدى المنظمات الدولية والإقليمية كالأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها وتسهم حالة التناغم بين البلدين التي أشرت إليها مسبقا في تيسير عملية التنسيق السياسي بينهما.

وعن تقييمه لجهود دولة الكويت في دعم القضايا العربية ودورها في تحقيق الاستقرار في المنطقة أكد السفير شلتوت أن الكويت الشقيقة من أبرز الدول العربية التي تسهم في دعم القضايا العربية وتحقيق الاستقرار في المنطقة وذلك بمواقفها الواضحة المعلنة التي تنصر الحق العربي دون مواربة وهو ما عبرت عنه بقوة في كل المحافل الدولية والإقليمية.

وذكر السفير شلتوت أن الكويت وعلاوة على ذلك تسهم باستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية والمالية وتعد من أكبر الدول المانحة في العالم وتدعم بشكل خاص الدول المتأثرة بالأزمات والحروب مثل فلسطين وسوريا ولبنان واليمن وغيرها مما يعكس التزامها الثابت بالقضايا الإنسانية والحقوقية وهو ما تابعه الجميع في الفترة الأخيرة وحظي بإشادة واسعة من المجتمع الدولي.

وأشار أيضا إلى مواصلة الكويت تعزيز التعاون العربي عبر جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي الذي تترأسه حالياً إذ قدمت خطة طموحة لفترة رئاستها للمجلس كما تدفع الكويت بقوة نحو تعزيز التكامل بين الدول العربية في المجالات السياسية والاقتصادية ومن خلال هذه الجهود تظهر الكويت التزاما عميقا بالقضايا العربية وتستمر في أداء دور فاعل لتحقيق الاستقرار والرخاء في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى