أخبار خليجية

بيان «خليجي – أوروبي» يؤكد عمق الشراكة الاستراتيجية والحرص على تطوير التعاون في ضوء التحولات الدولية

(كونا) – أكد الاجتماع الوزاري المشترك الـ29 بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي الذي استضافته دولة الكويت اليوم الإثنين عمق الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين وحرصهما على تطوير آفاق التعاون في مختلف المجالات وذلك في ضوء التحولات الإقليمية والدولية التي تستدعي التنسيق والتفاهم المشترك.

وأكد البيان الختامي أن الشراكة الخليجية الأوروبية تستند إلى اتفاقية التعاون لعام 1988 وتمثل ركيزة للسلام والأمن والازدهار العالمي مشيدا بنتائج القمة الأولى التي عقدت في بروكسل عام 2024 تحت شعار (شراكة استراتيجية من أجل السلام والازدهار) ومؤكدا التطلع لعقد القمة المقبلة في المملكة العربية السعودية عام 2026.

وأشاد البيان باستضافة دولة الكويت للمنتدى الأمني الوزاري رفيع المستوى الثاني حول الأمن والتعاون الإقليمي الذي عقد أمس وشكل منصة لتبادل وجهات النظر حول قضايا السلام والدفاع ومكافحة الإرهاب والأمن البحري والسيبراني ونزع السلاح مؤكدا أهمية الخطوات العملية مثل ندوة الأمن البحري في بروكسل والمائدة المستديرة حول الدبلوماسية السيبرانية في الرياض واستحداث فريق عمل لمكافحة الإرهاب.

وفي الإطار الاقتصادي أكد البيان المشترك التزام الجانبين بتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية واستئناف مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة وتنويع سلاسل الإمداد ودعم التجارة الرقمية والاقتصاد الأخضر مشيدا بنتائج منتدى الأعمال الثامن في الدوحة والتجهيزات لمنتدى الأعمال التاسع في الكويت في نوفمبر 2025 داعيا إلى مواصلة الحوار الاقتصادي الكلي المقبل في ديسمبر 2025.

وفي مجال الطاقة والمناخ أكد البيان أهمية التعاون في الطاقة النظيفة والهيدروجين واحتجاز الكربون وتقنيات التحول الأخضر مشيدا بخطط عقد مؤتمر الطاقة ومنتدى التحول الأخضر في الرياض ومنتدى الاستثمار في أبوظبي وداعيا إلى العمل المشترك لمواجهة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتصحر.

ورحب البيان بتوقيع مذكرة ترتيبات إدارية بين مركز إدارة الطوارئ الخليجي والمفوضية الأوروبية للحماية المدنية وإطلاق منصة تبادل البيانات الإشعاعية (GCC-RDEP) كأداة متقدمة في إدارة الكوارث.

وأكد البيان أهمية تبادل الخبرات في مجالات التعليم والبحث والابتكار عبر برامج (أفق أوروبا) و(إيراسموس+) وإنشاء جهة اتصال إقليمية لدعم المشروعات الشبابية والمؤسسات الناشئة مرحبا ببرنامج القادة الشباب في الدبلوماسية الإقليمية الذي انطلق في دولة الكويت بمشاركة 14 دبلوماسيا من دول المجلس والاتحاد الأوروبي.

وأدان البيان هجمات الاحتلال الإسرائيلي على دولة قطر مؤكدا دعمه لسيادتها ووحدة أراضيها بما يتماشى مع مبادئ وميثاق الأمم المتحدة.

وفي الشأن الفلسطيني أكد البيان التمسك بحل الدولتين على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة مرحبا بمقترح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب لوقف الحرب في قطاع غزة الفلسطيني وإعادة الإعمار وفق إطار دولي منسق.

وأشاد في هذا الصدد بجهود الوساطة التي تبذلها دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية مرحبا بإعلان نيويورك ودعوة الأمم المتحدة لوقف فوري ودائم لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية ومؤكدا دعمه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وجهود التحالف العالمي من أجل تنفيذ حل الدولتين الذي شاركت في رئاسته المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي والنرويج.

ودعا البيان الاحتلال الإسرائيلي إلى الإفراج عن عائدات السلطة الفلسطينية مشيدا بدعم الاتحاد الأوروبي البالغ 6ر1 مليار يورو وكذلك الدعم الخليجي لميزانيتها وأكد ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني الراهن في القدس ومقدساتها ودور المملكة الأردنية الهاشمية ولجنة القدس برئاسة العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وفي ملف أوكرانيا أكد البيان احترام سيادتها ووحدة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دوليا ودعا إلى سلام عادل وشامل وفق ميثاق الأمم المتحدة ومشيدا بالجهود الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية واستضافتها لمحادثات السلام بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا وروسيا كما ثمن وساطات دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة في تبادل الأسرى.

وأعرب البيان عن قلقه من انتهاكات المجال الجوي الأوروبي وهجمات المدنيين في أوكرانيا داعيا إلى مواصلة دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتعزيز المساعدات الإنسانية.

وفي الشأن العراقي أكد البيان أهمية التزام العراق بسيادة دولة الكويت واحترام اتفاقيات وترسيم الحدود وفق قرارات مجلس الأمن ولا سيما القرار 833 ودعا إلى استكمال ترسيم الحدود بعد العلامة 162 وتنفيذ اتفاقية خور عبدالله لعام 2012 وأشاد بقرار مجلس الأمن رقم 2792 لتعيين ممثل رفيع لمتابعة ملفات المفقودين والأرشيف الوطني الكويتي.

كما أكد البيان أهمية استمرار الحوار الدبلوماسي مع إيران واستئناف تعاونها الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية واحترام ميثاق الأمم المتحدة داعيا إياها إلى إنهاء احتلالها لجزر دولة الإمارات العربية المتحدة الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وحل النزاع عبر المفاوضات أو محكمة العدل الدولية.

وفي الشأن اليمني أعرب البيان عن الدعم لعملية سياسية شاملة بقيادة يمنية برعاية الأمم المتحدة للتوصل إلى حل دبلوماسي مستدام وشامل للنزاع مشيدا بالجهود المستمرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والمبعوث الخاص للأمم المتحدة وكذلك الاتصالات الجارية مع جميع الأطراف اليمنية لإحياء العملية السياسية والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة ومستدامة.

ودعا الحوثيين إلى وقف الهجمات في البحر الأحمر وضمان حرية الملاحة والإفراج عن العاملين الإنسانيين مشيدا بالمساعدات السعودية البالغة 368 مليون دولار والدعم الأوروبي البالغ 300 مليون يورو لتخفيف الأزمة الإنسانية.

وفي الشأن السوري أكد البيان أهمية احترام سيادة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها ورفض التدخل الأجنبي في شؤونها ودعم خارطة الطريق في السويداء مرحبا بجهود المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق الاستقرار مجددا عدم الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان ودعم القرار 2782 لعام 2025.

وفي الشأن اللبناني شدد البيان على ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن خاصة القرار رقم 1701 واتفاق الطائف ودعم الجيش اللبناني ودور بعثة المراقبة الدولية للأمم المتحدة (يونيفيل) في تعزيز الاستقرار.

ورحب البيان بانتخاب مملكة البحرين وجمهورية لاتفيا لعضوية مجلس الأمن الدولي 2026 – 2027 ودعا إلى تعزيز التنسيق الخليجي الأوروبي في الأمم المتحدة.

واختتم البيان بالتأكيد على استمرار التشاور والتنسيق وعقد الاجتماع الوزاري الـ30 في بروكسل 2026 معربا عن التقدير لدولة الكويت على استضافتها الناجحة للاجتماعات الوزارية الخليجية الأوروبية.

زر الذهاب إلى الأعلى