بريطانيا.. وفاة 19 من أصل 79 شخصا تم الإبلاغ عن إصابتهم بجلطات بعد تلقيهم لقاح أسترازينيكا
– الإصابات حدثت لدى 51 امرأة و28 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 18 و79 عاماً
– وكالة الأدوية الأوروبية أوصت بإضافة الجلطات إلى الآثار الجانبية النادرة للقاح أسترازينيكا
أعلنت السلطات الصحية البريطانية اليوم الأربعاء وفاة 19 شخصا من أصل 79 تعرضوا لجلطات دموية بعد تلقيهم لقاح أكسفورد/أسترازينيكا، ولكنّها شددت على أنّ فوائد تلقيه ما زالت أكبر بالنسبة إلى «الغالبية العظمى» من السكان.
وأوضحت مديرة الوكالة البريطانية للدواء جون راين أنّ الإصابات حدثت لدى 51 امرأة و28 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 18 و79 عاماً، وفقاً لـ «يورونيوز».
بدورها قالت هيئة تنظيم الأدوية الأوروبية إنه يجب إدراج جلطات الدم كأحد الآثار الجانبية «النادرة جدًا» للقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا، لكن فوائد اللقاح لا تزال تفوق مخاطره. وقالت هيئة تنظيم الأدوية في الاتحاد الأوروبي ومقرها أمستردام في بيان: «خلصت لجنة السلامة التابعة للهيئة اليوم إلى أن جلطات الدم غير العادية مع انخفاض عدد الصفائح الدموية يجب أن تُدرج على أنها آثار جانبية نادرة جدًا» للقاح.
في سياق متصل، لم تتوصل هيئة تنظيم الأدوية الأوروبية إلى عامل خطر محدد يؤدي إلى حدوث جلطات بعد أخذ لقاح أسترازينيكا، واوردت الأربعاء إن التفسير «المعقول» لحالات تجلط الدم النادرة يمكن أن يكون الاستجابة المناعية.
وقالت إيمير كوك المديرة التنيفيذة للهيئة خلال مؤتمر بالفيديو: «لم يتسن تأكيد عوامل خطر محددة مثل العمر أو الجنس أو التاريخ الطبي لأن الأحداث النادرة تظهر في جميع الأعمار».
تحدث مسؤول في وكالة الأدوية الأوروبية في وقت سابق عن وجود «صلة» بين لقاح أسترازينيكا وحالات تجلط دم لأشخاص تلقوه، ما يمثل ضربة لجهود مكافحة وباء كوفيد-19 الذي لا يزال يعصف بعدة دول. لكن وكالة الأدوية الأوروبية قالت الثلاثاء إنها ما زالت تدرس احتمال وجود علاقة بين اللقاح وتجلط الدم.
وقال مسؤول إستراتيجية اللقاحات في وكالة الأدوية الأوروبية ماركو كافاليري في مقابلة مع صحيفة إل مساجيرو الإيطالية نشرت الثلاثاء “يمكننا الآن أن نقول ذلك، من الواضح أن هناك صلة بين اللقاح وجلطات الدم المرتبطة بانخفاض مستوى الصفائح الدموية” مضيفا “لكننا لا نعرف بعد ما الذي يسبب رد الفعل هذا”.
قالت وكالة الأدوية الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية والعديد من السلطات الصحية الأخرى مرارًا وتكرارًا أن لقاح أسترازينيكا آمن وفعال وأن الحماية التي يوفرها ضد كوفيد-19 تفوق المخاطر الصغيرة لجلطات الدم النادرة.
من جانبها، أكدت شركة أسترازينيكا في مارس أن “لا دليل” على تسبب اللقاح في زيادة مخاطر الإصابة بالتجلط، وأكدت السبت أن “سلامة المرضى” هي “أولويتها الرئيسية”.
في مارس، أوقفت أكثر من اثنتي عشرة دولة ، بما في ذلك ألمانيا ، استخدامها لأسترازينيكا بسبب مشكلة تجلط الدم. ويبدي عدد من البلدان شكوكًا حيال لقاح أسترازينيكا الذي طورته الشركة مع جامعة أكسفورد بعد حالات خطيرة من الجلطات الدموية، وقرر البعض عدم إعطاء هذا اللقاح لمن هم دون سن معينة. وقررت النروج والدنمارك تعليق استخدام لقاح أسترازينيكا تمامًا في الوقت الحالي. ومن ثم، أعلنت هولندا الجمعة تعليق إعطاء اللقاح مؤقتًا لمن تقل أعمارهم عن 60 عامًا، بعد قرار مماثل اتخذته ألمانيا. واتخذت قرارا مماثلًا كل من كندا وفرنسا بتحديد السن بأكثر من 55 عامًا والسويد وفنلندا بأكثر من 65 عامًا.
لكن النصائح المتغيرة بشكل متكرر في بعض البلدان بشأن من يمكنه أخذ اللقاح أثارت مخاوف من أن مصداقية لقاح أسترازينيكا يمكن أن تتضرر بشكل دائم ، مما يؤدي إلى مزيد من التردد في اللقاح ويطول بذلك أمد الوباء.
أعلنت وكالة الأدوية البريطانية الأسبوع الماضي، أن سبعة أشخاص تلقوا لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا توفوا بسبب جلطات دموية، من إجمالي ثلاثين حالة تم تسجيلها حتى حينه. وقالت الوكالة إنها تلقت حتى 24 مارس/، تقارير عن 22 حالة تخثر دموي وريدي دماغي وثماني حالات أخرى لجلطات مرتبطة بنقص الصفائح الدموية من إجمالي 18.1 مليون جرعة تم التطعيم بها.
من أبرز ميزات لقاح مختبرات أسترازينيكا وجامعة أكسفورد أن كلفته ضئيلة تقارب 2,50 يورو للجرعة الواحدة، لكنه يراكم خيبات أمل بينها شكوك حول آثار جانبية خطيرة رغم ندرتها. وهو سهل التخزين إذ يتطلب حرارة تراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية، وهي حرارة البرادات العادية، خلافا للقاحي موديرنا وفايزر-بايونتيك اللذين لا يمكن تخزينهما على المدى الطويل إلا بدرجات حرارة متدنية جدا تصل إلى 20 درجة تحت الصفر للقاح الأول، و70 درجة تحت الصفر للقاح الثاني