أخبار دولية

من الباذنجان القاتل إلى عسل الجنون.. نباتات هلوسة استخدمها الإنسان منذ آلاف السنين للهروب من الواقع

استخدم الإنسان نباتات الهلوسة منذ آلاف السنين، ربما منذ أن بدأ في اكتشاف ما تقدمه الطبيعة وجمع النباتات من أجل الغذاء. ويقال إن العالم بدأ تجارة المخدرات منذ عام 1000 قبل الميلاد.

وبالرغم من تأثيراتها الكثيرة على صحة العقل والوعي، ما يزال الكثيرون يتناولونها بسبب رغبتهم الشديدة في الهروب من رتابة الحياة اليومية ومشاكلها، وفقاً لـ «مونت كارلو».

الباذنجان القاتل.. أجراس الهلوسة والموت

لطالما نسجت نبتة الباذنجان القاتل، أو أتروبا بيلادونا، خيوط قصص قديمة تحكي عن الهذيان والجنون والسحر والفولكلور والموت، وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من سموم الأبروبين وسكورولامين وهيوسيامين التي تسبب الهلوسة والهذيان، وحتى الموت.

كتب عنها الكثير من الأدباء في كل أنحاء العالم. ووصفها الشاعر الياباني ماتسو باشو في القرن السابع عشر بـ”أزهار المسك” و”أجراس الغسق”، وذلك لأنها ينبت في الظلال الداكنة على حافة الخشب أو تحت أشجار الرماد.

استخدمت هذه النبتة ملك مصر الشهيرة كليوباترا في القرن الأول قبل الميلاد لعلاج الجروح والأرق. واستعانت به الرومان القدامى بسبب خصائصها السامة، إذ قيل إن الإمبراطورية الرومانية ليفيا دروسيلا أضافت قطرات من هذا السم في عصير لقتل زوجها الإمبراطور أوغسطس.

عسل الجنون.. مخدر ودواء

من عسل اللافندر إلى عسل الزعتر البري، يشتهر العسل بفوائد علاجية لا حصر لها منذ عشرات آلاف السنين. إلا أن عسل الجنون يعتبر نوعا خطيرا جدا ويوجد في مكانين فقط في العالم: سفوح جبال الهيمالايا وجبال كاتسكار في منطقة البحر الأسود التركية.

ويحتوي هذا العسل على سم عصبي من مادة “الرودودندرون” التي ينتجها نحل هاتين المنطقتين.

قد يؤدي تناول ملعقة صغيرة منه إلى التسمم، وحتى الموت. لكن استعمال جرعات صغيرة جدا منه تكون مفيدة لعلاج الآلام والسكري وضغط الدم والقلق.

الأفيون.. جميل المظهر قوي التأثير

ظهرت زهرة الأفيون أو الخشخاش في التماثيل والنقوش في العصر القديم. وأثبت هذا علماء الآثار الذين اكتشفوا وجود قوارير صغيرة على شكل “كبسولات الخشخاش” في عام 1600 قبل الميلاد.

تنتشر زراعة هذا النبات في أكثر من 50 دولة على مستوى العالم، وتحتل أفغانستان المرتبة الأولى في إنتاج الأفيون. ولا يختلف تأثير المادة السائلة المستخلصة منه عن باقي المخدرات التي تذهب العقل وتضر الجسم.

ومن أهم أضرار مخدر الأفيون: إحداث خلل شديد بوظائف الكبد والجهاز العصبي والقلب وارتفاع معدل السكر وحدوث تشوه خلقي للجنين لدى المرأة الحامل.

كما انه يتسبب في حدوث تأثيرات على الجسم والحالة النفسية، مثل: الخمول والكسل وبرودة الجسم وصعوبة في التنفس وانخفاض ضغط الدم، والرغبة القوية في تعاطي المخدرات.

القنب.. مرح وندم

ظهر القنب قبل الأفيون ويرجع تاريخه إلى العصور القديمة. ويقال إن أصله من آسيا الوسطى من شعب اليمنايا، وهو أكثر الشعوب شراسة وعنفا مرت في تاريخ البشرية. ثم ظهر في شمال ووسط أوروبا لأكثر من 5000 عاما.

في البداية، كان نبات القنب يستخدم في صنع الحبال والنسيج، ولكن تم العثور على مدخنة تحتوي على القنب المتفحم، الأمر الذي يدل على اكتشاف الجوانب الأخرى من هذا النبات.

وكان الطبيب اليوناني ديسكوريدس على دراية كبيرة بتأثير القنب، فاعتبر ان إفراط المرء في استهلاك هذه المادة يؤثر سلباً على حياته الجنسية، لدرجة أنه أوصى باستخدام القنب لخفض الرغبة الجنسية لأولئك الذين يعانون من فرط النشاط الجنسي.

واستخدم هذا النبات بشكل شائع للتسلية والترفيه، فقد كان الفيلسوف الروماني بيليني الأكبر، مهتما بتأثير المواد الكيميائية على حياة المرء، وقد سرد خصائص العديد من النباتات، من بينها “الحشيش الضاحك” الذي اعتبره مسكرا عند مزجه مع النبيذ. وفي السياق نفسه، وصف غالين استخدام القنب في الجلسات الاجتماعية كوسيلة لإضفاء الفرح والضحك على الأجواء.

زر الذهاب إلى الأعلى