العلماء يكتشفون تأثيرات جديدة غير متوقعة لارتفاع ضغط الدم

أظهرت دراسة نشرت اليوم في مجلة Hypertension الصادرة عن جمعية القلب الأمريكية، أن كبار السن الذين تم تشخيص إصابتهم بارتفاع ضغط الدم لديهم أدمغة أصغر وأكثر عرضة للإصابة بالخرف.

وأضافت الدراسة بأنه كلما كانت الإصابة بهذا المرض في وقت مبكر، كلما زاد هذا الخطر.

ودرس باحثون من أستراليا والصين، بقيادة البروفيسور مينجوانج هي، من جامعة ملبورن، كيف يؤثر ارتفاع ضغط الدم الذي تم تشخيصه في سن مبكرة على بنية الدماغ وزيادة خطر الإصابة بالخرف.

واستخدم الباحثون بيانات من البنك الحيوي البريطاني، وهي قاعدة بيانات تحتوي على معلومات صحية مجهولة الهوية حول نصف مليون متطوع مشارك من المملكة المتحدة.

أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والذين تم تشخيصهم قبل سن 55، لديهم أدمغة أصغر من الأشخاص ذوي ضغط الدم الطبيعي، وكلما تم تشخيص ارتفاع ضغط الدم في وقت مبكر، زاد الانخفاض.

وقال الدكتور هينوينغ شانغ، وهو باحث مساعد في مستشفى مقاطعة قوانغدونغ الصينية، إن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بارتفاع ضغط الدم في سن أصغر كان حجم دماغهم أقل بقياسات فردية. وأضاف: "قد تؤكد الدراسات المستقبلية بأحجام المخ المقاسة في نقاط زمنية متعددة ما إذا كان ارتفاع ضغط الدم الذي تم تشخيصه في سن أصغر مرتبطًا بانخفاض أكبر في حجم المخ بمرور الوقت".

على الرغم من أن الصلة بين ارتفاع ضغط الدم وصحة الدماغ والخرف قد تم إثباتها، إلا أنه لا يزال من غير المعروف ما إذا كان العمر عند بداية ارتفاع ضغط الدم يؤثر على هذا الارتباط. لتقييم الخرف، نظر الباحثون في عدد المشاركين الذين أصيبوا بالخرف بأسباب متعددة خلال فترة متابعة استمرت 11.9 عاما، مقارنة بـ 124053 شخصًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم و 124.053 من البالغين الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

واتضح أن خطر الإصابة بـ"الخرف الوعائي" – وهو مرض تنكسي عصبي شائع يحدث نتيجة لضعف تدفق الدم في الدماغ – مقارنة بالمجموعة المدروسة كان أعلى بنسبة 45 في المئة لدى أولئك الذين تم تشخيص إصابتهم بارتفاع ضغط الدم في سن 45 إلى 54 عامًا و69 في المئة أعلى لدى أولئك الذين تم تشخيص إصابتهم بارتفاع ضغط الدم حتى قبل ذلك – من 35 إلى 44 عامًا.

يقول شان: "تقدم نتائج دراستنا دليلا على أن الشيخوخة المبكرة في بداية ارتفاع ضغط الدم مرتبطة بظهور الخرف، والأهم من ذلك، أن هذا الارتباط مدعوم بالتغيرات الهيكلية في حجم الدماغ".