هل يتجه العالم نحو الموجة الخامسة من جائحة كورونا؟
بدأت حالات الإصابة الجديدة من كورونا في الارتفاع مرة أخرى، في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، مما يترك الكثيرين يتساءلون عما إذا كنا نتجه نحو الموجة الخامسة؟.
خاصًة أننا في الوقت المناسب تمامًا وهو فصل الشتاء.
يقول الخبراء إن الجواب ليس بهذه البساطة بنعم أو لا، وذلك لأننا في وضع مختلف كثيرًا في الوباء هذا العام مقارنةً بالعام الماضي، مُرجعين السبب إلى اللقاحات.
تم تطعيم حوالي 60% من سكان الولايات المتحدة بالكامل ضد كورونا، مما يعني أن ما يقرب من 200 مليون شخص سيكونون محميين من العلاج في المستشفى إذا أصيبوا بالفيروس التاجي.
كما سيُضاف الملايين من الأطفال المؤهلين حديثًا من سن 5 إلى 11 عامًا إلى هذه الأرقام فقط.
وقال دايفيد دودي الأستاذ المساعد في علم الأوبئة بكلية جونز هوبكنز بلومبرج "حتى إذا ارتفعت الحالات هذا الشتاء، فمن غير المرجح أن نشهد عودة إلى وحدات العناية المركزة المزدحمة مثلما حدث قبل عام".
وأظهرت البيانات الحديثة الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC أن الأشخاص غير الملقحين أكثر عرضة للوفاة من كورونا بمقدار 11 مرة مقارنة بالأفراد الذين تم تلقيحهم.
وبحسب CDC في ذروة الشتاء الماضي، عندما كانت اللقاحات تُطرح للتو، كان ما معدله 3400 شخص يموتون من المرض كل يوم، الآن هذا المتوسط يحوم حول 1000 شخص.
وعلى الرغم من أن اللقاحات ليست فعالة بنسبة 100% في الوقاية من العدوى، لكن تلقيح نسبة كبيرة من السكان سيساعد في منع زيادة الحالات المصابة وخروج الأمر عن السيطرة.
في نوفمبر من العام الماضي، كانت الولايات المتحدة تشهد حوالي 160 ألف إصابة جديدة كل يوم، الآن العدد قرب 80 ألف حالة يوميًا، وعلى الرغم من ارتفاع الرقم، لكن ليس بنفس القدر الهائل الذي شهدناه العام الماضي.
وقالت كاثرين ترويسي، عالمة الأوبئة بالأمراض المعدية في جامعة تكساس للصحة العامة "في العام الماضي كان الجميع في خطر، هذا العام يمكنك حماية نفسك".
عامل آخر يمكن أن يجعل هذا الشتاء أقل فتكًا من الماضي، وهو ما يتعلق بالتطورات في علاج كورونا.
حيث طلبت شركتا أدوية، Merck وPfizer، إذنًا للاستخدام الطارئ من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) للأقراص المضادة للفيروسات التي يقولون إنها يمكن أن تقلل إلى حد كبير من خطر دخول المستشفى والوفاة لدى الأشخاص المصابين بالفيروس.
ووافقت وكالة الأدوية الأوروبية نهاية الأسبوع الماضي على استخدام حبوب شركة Merck، حيث قالت إنه بإمكان إعطاء الدواء التجريبي لعلاج كورونا، يُعطى الدواء لعلاج حالات كورونا الذين لا يحتاجون إلى دعم الأوكسجين.
قد لا يبدو العالم كما كان عليه العام الماضي، لكن مازال العالم يواجه زيادة في عدد الحالات في فصل الشتاء هذا العام، وسيظل فيروس كورونا يتمتع ببعض المزايا هذا الشتاء.
يدفع الطقس البارد الناس إلى الداخل، حيث تنتشر الجراثيم بما في ذلك تلك المسببة لـ كورونا بسهولة أكبر.
بالإضافة إلى أن انتقال الفيروس مدفوعًا في الغالب بواسطة متحور دلتا شديد العدوى.
كما أن العالم الآن مقبل على موسم العطلات، مما يعني إقبال المزيد من الناس إلى السكك الحديدية والمواصلات لزيارة الأصدقاء والعائلة، مما يمنح الفيروس المزيد من الفرص للانتشار.