الأمم المتحدة تسعى لعقد صفقة مع روسيا للسماح بخروج القمح الأوكراني
• تركيا أعلنت استعدادها لإزالة الألغام من البحر الأسود وإدارة حركة الشحن
• غوتيريش: ضرورة إعادة إنتاج الغذاء والأسمدة من روسيا وأوكرانيا لتجنب أزمة غداء عالمية
أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن الأمم المتحدة تسعى للتدخل لإنهاء الحصار الروسي المفروض على صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود وذلك بهدف تجنب أزمة غذاء عالمية.
وقالت الصحيفة الأميركية في تقرير حصري لها نقلا عن دبلوماسيين لم تسمهم، إن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يسعى إلى إبرام صفقة “عالية المخاطر” مع روسيا وتركيا ودول أخرى لفتح صادرات الغذاء الأوكرانية إلى الأسواق العالمية وتجنب أي نقص محتمل في الغذاء.
وألمح غوتيريش إلى المفاوضات، الأربعاء، في فيينا عندما قال: “نحن بحاجة إلى إيجاد طريقة لإعادة إنتاج الغذاء في أوكرانيا وإنتاج الأغذية والأسمدة من روسيا إلى الأسواق العالمية على الرغم من الحرب”، وفقاً لـ «الحرة».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، زار موسكو وكييف والعاصمة التركية أنقرة في أبريل لمناقشة قضايا الحرب والأمن الغذائي من بين موضوعات أخرى.
وأغلقت روسيا موانئ أوكرانيا على البحر الأسود لإضعاف البلاد وغزو سواحلها. وطلب غوتيريش من موسكو السماح ببعض شحنات الحبوب الأوكرانية مقابل تحركات لتسهيل الصادرات الروسية والبيلاروسية من أسمدة البوتاس.
تعتبر روسيا وبيلاروسيا من الموردين الرئيسيين لسماد البوتاس، وهي مادة مغذية للنبات يمكن أن تضمن محاصيل جيدة في مناطق أخرى من العالم.
وتعد صادرات البوتاس البيلاروسي محظورة حاليا في الأسواق العالمية بموجب العقوبات الغربية. كما أدت الحرب في أوكرانيا إلى تعطيل بعض الصادرات الروسية، ويسعى غوتيريش إلى إزالة تلك العقبات – بما في ذلك العقوبات الغربية – لإعادة المزيد من البوتاس الروسي والبيلاروسي إلى السوق.
كواحدة من أكبر مصدري الحبوب، صدرت أوكرانيا 41.5 مليون طن متري من الذرة والقمح في موسم 2020-2021، وتم شحن أكثر من 95 بالمئة من صادراتها عبر البحر الأسود، وفقا لـ “ماكسيغرين”، وهي شركة وسيطة لشحن صادرات الحبوب الأوكرانية.
وشكلت روسيا عقبة كبيرة في صادرات الغذاء من أوكرانيا بما في ذلك الحبوب، حيث وسعت موسكو وجودها في البحر الأسود، مستفيدة من قاعدة تقع بشبه جزيرة القرم التي ضمها الكرملين عام 2014، واستولت أيضا على مدينة ماريوبول الساحلية خلال الأسابيع الأخيرة وحاصرت مدينة أوديسا التي تضم أكبر ميناء في أوكرانيا.
وقال الدبلوماسيون لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن روسيا لا يبدو في الوقت الحالي منخرطة في مفاوضات جادة للتوصل إلى اتفاق.
وقالوا إن تركيا، القوة الرئيسية الأخرى في البحر الأسود، أعربت عن استعدادها للمشاركة في صفقة، بما في ذلك إزالة الألغام من البحر وإدارة حركة الشحن.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي، سجلت أسعار القمح مستويات قياسية على اعتبار أن روسيا وأوكرانيا معا تشكلان ما يقرب من ثلث صادرات القمح العالمية.
وبين تعطل الحرب للصناعة الزراعية الأوكرانية وحصار روسيا للموانئ في البلاد، يخشى مسؤولو الأمم المتحدة المزيد ارتفاع الأسعار والنقص المحتمل أن يزعزع استقرار البلدان الفقيرة التي تعتمد على الحبوب الأوكرانية وتؤدي إلى صراع.