السعودية: «أوبك +» لا تقوم بتسييس قراراتها
• «المنظمة» لن تتردد في التعامل مع أي وضع يشهده السوق
(كونا) – قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان «أن (أوبك +) لا تقوم بتسييس قراراتها» مؤكدا انها تركز على اساسيات السوق في تقييم الاوضاع بصورة أكثر وضوحا وموضوعية بما يعزز مصداقيتها.
واوضح الامير عبدالعزيز في مقابلة مع وكالة الانباء السعودية (واس)، الثلاثاء، ان «الأمثلة على ذلك كثيرة ففي بداية الأزمة الأوكرانية توقع البعض فقدان كميات كبيرة من الإمدادات تفوق ثلاثة ملايين برميل يوميا مما أثار المخاوف وأسهم في حدوث تقلبات حادة في الأسواق».
وتابع «في تلك الظروف اتهمت (أوبك +) بعدم الاستجابة للأزمة في الوقت المناسب لكن النقص المتوقع في الإمدادات لم يتحقق».
واضاف انه في أكتوبر الماضي انتقد قرار (أوبك +) الذي اتخذته بخفض الإنتاج بشكل حاد وصف فيه القرار بأنه «محفوف بالمخاطر» و«مؤسف» وكانت هناك تلميحات بأن وراءه دوافع سياسية وأنه قد يدفع الاقتصاد العالمي إلى الركود ويضر الدول النامية ولكن تبين مرة أخرى أن قرار «أوبك +» كان القرار الصحيح لدعم استقرار السوق البترولية وصناعة البترول.
وقال ان المشكلة تكمن في أن تسييس الإحصاءات والتوقعات واستخدامها للتشكيك في مصداقية «أوبك +» ودورها في استقرار السوق يؤدي إلى استثارة المستهلكين ويسبب إرباكا في السوق ويقود إلى حدوث اختلالات وتفسيرات خاطئة تسهم جميعها في اضطرابات لا مبرر لها في السوق.
وأشار الى ان هناك معلومات غير دقيقة موجودة بشكل يكاد يكون دائما في بعض التوقعات ففي الوقت الذي حافظت فيه «أوبك +» على الأرقام المتعلقة بالطلب لعام 2021 استمرت بعض الجهات في تقليل تقديرات الطلب التاريخية والحالية بشكل كبير ونتج عن ذلك اختلافات يشار إليها عادة بـ «لغز البراميل المفقودة» وفيما بعد اضطرت هذه الجهات إلى تصحيح تلك الاختلافات في بداية 2022 وذلك برفع تقديرات مستوى الطلب.
ولفت الى «انه لن يكون الأمر مفاجئا إذا عادت قضية «البراميل المفقودة» إلى الظهور في أوائل عام 2023 مواكبة لنفس النمط المتمثل في التقليل من تقديرات الطلب مرة أخرى لعام 2022».
وشدد على ان تسييس الإحصاءات والتوقعات بلا موضوعية يأتي غالبا بنتائج عكسية ويؤدي إلى فقدان المصداقية.
وقال الامير عبدالعزيز انه خلال السنوات الماضية تعرض السوق لعدد من الصدمات الحادة ولولا النهج القائم على المبادرة والإجراءات الاستباقية الذي تبنته (أوبك +) لتسببت تلك الصدمات في فوضى في أسواق البترول مثلما شهدته أسواق الطاقة الأخرى حتى قبل الأزمة الأوكرانية.
واكد انه «ليس لدى «أوبك +» خيار سوى أن تظل مبادرة واستباقية أمام الأوضاع العديدة التي تتسبب في حال عدم اليقين في السوق وهذه ليست مهمة سهلة خاصة أن السوق تميل إلى المبالغة في ردة الفعل تجاه الأخبار سلبيا وإيجابيا وقد رأينا كثيرا من التدخلات التي لا تتصف بالحكمة في أسواق الطاقة».
ولفت الى أن تقييم (أوبك +) الموضوعي للأسواق ونهجها الاستباقي والتماسك داخل المجموعة يجعلها في موضع أفضل وأقدر على الإسهام في تعزيز استقرار السوق.
وأشار الامير عبدالعزيز الى انه «في جميع المجالات الاقتصادية بدءا بالأمور المالية ووصولا إلى التجارة في السلع تعد المصداقية مكونا رئيسا لبناء الثقة التي تؤدي إلى استقرار الأسواق فبدون المصداقية تكون الأسواق أشد تقلبا وأقل جاذبية لجميع فئات المتعاملين فيها وسوق البترول ليست مختلفة عن هذا».
وقال «نحن في (أوبك +) لن نتردد في التعامل مع أي وضع تشهده السوق ونحن ندرك أنه كلما زادت مصداقيتنا أصبحت مهمتنا في تحقيق الاستقرار في الأسواق أسهل وكلما حققنا مزيدا من الاستقرار تمكنا من تعزيز مصداقيتنا وكسب اعتراف الآخرين بها وهذه بلا شك حلقة إيجابية تعمل (أوبك +) للحفاظ عليها من خلال التحليل الموضوعي ذي الجودة العالية والاستمرار في التركيز على أساسيات السوق».