موسم الفراشات في الكويت.. لوحات فنية جميلة تتنقل بين الأزهار بخفة ورشاقة
(كونا) – تعد الفراشات من أجمل الحشرات الطائرة وأكثرها رقة وهدوءا وسلاما ويكمن سحرها في جمال أجنحتها الرقيقة ذات الألوان المتعددة والجميلة المرسومة بأشكال هندسية بديعة وتغطي أجنحتها حراشف دقيقة مسطحة متداخلة فيما بينها.
وقد سكنت البيئة الكويتية والخليجية عدة أنواع من الفراشات مثل فراشة النمر والسيدة المبرقشة والشوكية والمرقطة والصخرية والتي تتميز بألوانها الساحرة كأنها معرض طائر متنقل يستعرض لوحات صغيرة تتنقل بين الازهار بخفة ورشاقة.
وعن الفراشات وموسمها في الكويت قال رئيس فريق عدسة البيئة الكويتية راشد الحجي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد إن الفراشات من ألطف الحشرات الطائرة وتنشط خلال موسم الربيع وهي من الحشرات التي اينما حلت جلبت الدهشة والبهجة والسعادة خاصه عند الاطفال الذين يلاحقونها ببراءة بين الزهور.
وأضاف الحجي أن الفراشات تعشق أشعة الشمس وتتمتع بألوان متعددة وجميلة وتغطي أجنحتها حراشف دقيقة مسطحة متداخلة الدقه فيما بينها.
وأوضح أن تلك الحراشف تعتبر مصدر الألوان والتشكيلات الرائعة الموجودة في الأجنحة وتحتوي على أصباغ ومواد تلوين معدنية تعطي الألوان سحرها حينما ينعكس ضوء الشمس خصوصا ألوان الأزرق والبرتقالي والاسود والأخضر.
وأشار الحجي الى وجود عدد كبير من الألوان المتداخلة بطريقة بديعة على جناح الفراشة الواحدة وبأشكال هندسية متناغمة كأنها مرسومة بدقة وتطابق على الجناحين.
وذكر أن أجنحة الفراشة تكون شفافة عند بداية تكونها ثم سرعان ما تتلون كما انها تتذوق من خلال سيقانها لأنه ليس لها فم مبينا أن معظم الفراشات تخلد للراحة وأجنحتها منتصبة أعلى الجسم ويعيش معظمها أسبوعا أو أسبوعين فقط إلا أن هناك أنواعا أخرى قد تعيش قرابة ال18 شهرا.
وحول أشهر أنواع الفراشات في البيئة الكويتية ومنطقة الجزيرة العربية قال الحجي إن فراشة (النمر) الاكثر انتشارا وشيوعا وتماشيا مع ظروف البيئة الكويتية والمنطقة.
وأفاد بأن فراشة النمر تتميز بنمط حياة شيق إذ "تتغذى يرقتها على الحشائش اللبنية التي تحتوي على التكسين القلبي التي تنتقل الى خلايا الفراشة ما يوفر لها الحماية من الطيور والسحالي بسبب سميتها".
وتابع أن الفراشتين المرقطة والصخرية تتواجدان بكثرة في منطقة الخليج العربي وتتميزان بطريقة طيران راقصة وجذابة بين النباتات في حين ان فراشة (البنفسج) تعتبر من أشهر الفراشات جاذبية وهي تهاجر عبر مناطق الجزيرة العربية ويعرف عنها عشقها للشمس وتواجدها في المناطق العشبية الفسيحة كما انها سريعة الطيران وتشتهر برقصتها اللولبية بالقرب من السطح.
ولفت إلى أن من الأنواع الاكثر شيوعا فراشة السيدة المبرقشة التي تسمى كذلك الفراشة الشوكية نسبة إلى غذاء يرقتها المكون من نوع من النباتات يدعى (الشوك السناني) وتتميز بسرعتها وقوتها في الطيران ما يجعل صيدها صعبا.
وقال الحجي أن (فراشة الاكليل) تعيش بصورة مكثفة في الكويت والجزيرة العربية ولا يوجد أي تشابه بين ذكرها وانثاها حتى ان لكل منهما تسمية خاصة أما فراشة (الليمون) فهي من اشهر فراشات منطقة الخليج وتعرف بتغذيتها على اوراق اشجار الحمضيات في حين ان يرقتها ضارة بالنباتات.
وأوضح أن فراشة (السلمون العربي الكبير) هي فراشة دائمة الترحال تكثر خلال اشهر الصيف في شبه الجزيرة العربية وتقطن المناطق الصحراوية وهي سريعة الطيران ما يجعل الامساك بها صعبا.
وبين أن كل المعطيات تشير وتؤكد تناقص أعداد هذه المخلوقات الرقيقة والتي بات يهددها خطر الانقراض عاما بعد عام لافتا إلى أن بعض أنواعها قد اختفى تماما أو كاد يندر العثور عليه بسبب المشروعات العمرانية واتساع المدنية والاستخدام الواسع للمبيدات الحشرية واختفاء المواطن الطبيعية.
من جانبه قال عضو فريق عدسة البيئة الكويتية محمد الصالح في تصريح مماثل لـ(كونا) إن حلول فصل الربيع في البلاد بشكل مبكر هذا العام وقبل موعده المعتاد ساعد على ظهور الفراشات بكثافة إذ يمكن مشاهدتها في مختلف المناطق لاسيما الحدائق والمزارع.
وأوضح الصالح أن أمطار الخير هذا العام جاءت مبكرا وغريزة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين ما عجل بتفتح الزهور البرية على نحو استثنائي فازدهرت النباتات والاعشاب البرية في معظم مناطق البلاد كما انتشرت زهور (النوير والزملوق والحوذان والاقحوان) وغيرها.
وذكر أن الازهار الربيعية المبكرة توفر الغذاء للفراشات التي تمتص رحيقها من خلال خرطوم طويل تستطيع من خلاله استخلاص المادة السائلة في نواة الزهرة.