المدير العام للوكالة الذرية يحذر من تحديات الكوارث الطبيعية
تتسبب في انتشار الفقر والأمراض والجوع
(كونا) — حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي اليوم الاثنين من تحديات الكوارث الطبيعية الخطرة التي تتسبب في انتشار الفقر والأمراض والجوع ونقص الغذاء والمياه والطاقة وانعدام الأمن.
وقال غروسي في كلمة خلال انطلاق أعمال المؤتمر السنوي العام للوكالة “بعد مرور 70 عاما على خطاب رئيس الولايات المتحدة الأسبق دوايت أيزنهاور الشهير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أصبحت رؤيته بشأن الذرة من أجل السلام جزءا مهما ونشطا من مساهمتنا في تحقيق السلام والأمن الدوليين وتعزيز التنمية المستدامة حيث تعتبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأداة التنفيذية لهذه القضية النبيلة”. وفيما يتعلق بارتفاع حالات الإصابة بمرض السرطان بالعالم أشار غروسي إلى وجود 19 مليون حالة جديدة بالسرطان فيما تشير الدراسات إلى زيادة عدد الحالات الجديدة إلى 30 مليونا عام 2040.
وحذر أن عددا كبيرا جدا من الناس سيموتون بسبب السرطان في العقود المقبلة لأن عبء هذه الأزمة يقع بشكل غير متناسب على عاتق البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل. وذكر المدير العام ان أكثر من 70 في المئة من الأفارقة لا يحصلون على العلاج الإشعاعي وثمة ما يزيد على 20 دولة في تلك القارة ليس لديها جهاز واحد للعلاج الإشعاعي المنقذ للحياة. واضاف إن الوكالة الذرية أطلقت مبادرة (شعاع الأمل) لرعاية مرضى السرطان للجميع في قمة الاتحاد الإفريقي في العام الماضي بدعم من رؤساء الدول الإفريقية ومنظمة الصحة العالمية حيث تجمع المبادرة جميع أصحاب المصلحة بما في ذلك الدول الأعضاء وبنوك التنمية والقطاع الخاص لمساعدة الدول التي تبحث عن الأدوات والمعرفة اللازمة لمعالجة هذه الأزمة وتعزيز أنظمتها الصحية ودعم مجتمعاتها. وأوضح غروسي ان 67 دولة عضوا طلبت حتى الآن الانضمام إلى المبادرة الهادفة لتعزيز قدراتها في مكافحة السرطان فيما تتولى الوكالة تقييم الاحتياجات الحرجة لرعاية مرضى السرطان في سبعة بلدان إفريقية وقامت بتسليم المعدات وتوفير التدريب لدول بنين وتشاد وكينيا وملاوي والنيجر لزيادة فرص الحصول على العلاج الإشعاعي بما في ذلك (السيكلوترونات) ومعدات التصوير. وبين ان منظمة (شعاع الأمل) ستبدأ خلال الأشهر المقبلة في تخصيص الأموال للأنشطة في دول أمريكا اللاتينية مشيرا الى أنه منذ إطلاق مبادرة (شعاع الأمل) استجابت البلدان المانحة بسخاء فتعهدت بتقديم أكثر من 42 مليون يورو (5ر44 مليون دولار). وفي هذا الصدد دعا غروسي إلى زيادة هذا الدعم حتى تتمكن الوكالة من بذل المزيد من الجهد نحو سد الفجوة المتزايدة بين التحديات التي تواجهها دولنا الأعضاء والأدوات المتاحة لها للتغلب عليها. وأكد أهمية الاستعداد لمخاطر تفشي الأمراض الحيوانية المنشأ وضرورة الاستجابة السريعة لها معتبرا ان التلوث البلاستيكي خصوصا بالمحيطات يعد التحدي الرئيس الآخر العابر للحدود.
وأشار إلى ان شركة (نيوتيك بلاستيك) تعمل حاليا في سبعة بلدان في أمريكا اللاتينية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ على استخدام تكنولوجيا إعادة التدوير الإشعاعي لتحويل النفايات البلاستيكية إلى منتجات عالية الجودة في حين تشارك 16 دولة إفريقية في مشروع إقليمي يهدف إلى تسريع التحول إلى الاقتصاد البلاستيكي الدائري من خلال تطبيق حلول العلوم والتكنولوجيا النووية. وحول أزمة المياه قال غروسي ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أطلقت شبكة المختبرات العالمية لتحليل المياه لمساعدة الدول الأعضاء في معالجة ندرة المياه وجودتها والظواهر المناخية المتطرفة وهي التحديات التي يتسارع فيها تغير المناخ. وشدد على أهمية التعاون بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو) من أجل معالجة مسألة الحصول على الغذاء وتحقيق الأمن الغذائي بفعالية وكفاءة وشمولية. وتطرق إلى مساعدة الوكالة ل 149 بلدا وإقليما من خلال برنامجها للتعاون التقني في مجالات العمل الرئيسية وهي الغذاء والزراعة والصحة والتغذية والسلامة كما دعمت الوكالة ما يقرب من 1500 منحة دراسية وزيارة علمية وتسليم أكثر من 2000 مهمة للخبراء والمحاضرين إلى جانب تمكين أكثر من 3000 شخص من المشاركة في الدورات التدريبية. وأوضح غروسي ان عمل الوكالة في توسيع نطاق الوصول إلى العلوم والتكنولوجيا النووية المؤكدة للحياة يحدث على خلفية التحولات الزلزالية في المناخ اذ أصبحت العواقب المروعة الناجمة عن الانحباس الحراري العالمي أكثر وضوحا من أي وقت مضى عبر حرائق الغابات في أمريكا الشمالية إلى الجفاف والفيضانات في جميع أنحاء آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا. وأعرب عن الأمل أن تقوم الدول المنتجة للطاقة النووية والوكالة الدولية للطاقة الذرية في الاجتماع المقبل لمؤتمر الأطراف ال28 في الإمارات بإيصال رسالة مهمة وموحدة حول دور الطاقة النووية في التخفيف من تغير المناخ. وحول دور المفاعلات النووية في توليد الكهرباء بين غروسي ان مفاعلات الطاقة النووية البالغ عددها 410 مفاعلات توفر اليوم نحو 10 في المئة من احتياجات العالم من الكهرباء ونحو ربع إجمالي الكهرباء منخفض الكربون.
وأشار إلى وجود 58 مفاعلا تحت الإنشاء في 31 دولة متوقعا أن توفر هذه القدرة الإضافية حوالي 60 جيجاوات. من جهة أخرى قال غروسي إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتواجد باستمرار في محطة (زابوروجيا) وفي محطات الطاقة النووية الأربع الأخرى في أوكرانيا معربا عن القلق بشأن السلامة النووية بسبب الأنشطة العسكرية المجاورة للمحطة.
وحول نظام الضمانات الذي تطبقه الوكالة الدولية أشار غروسي إلى وجود أربع دول أطراف في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية ليس لديها اتفاقيات ضمانات شاملة نافذة داعيا الى وضع هذه الاتفاقيات موضع التنفيذ دون تأخير. وأكد غروسي مجددا ان قضايا الضمانات المهمة بين الوكالة وإيران لا تزال معلقة بعد مضي سنوات عدة معتبرا ان تنفيذ الأنشطة المنصوص عليها في البيان المشترك الأخير بين الوكالة وإيران في مارس الماضي “لم يحقق التقدم المنشود”. وأضاف أن التعاون الكامل من جانب إيران والتوصل إلى نتائج ملموسة هما الكفيلان بالتوصل إلى ضمانات ذات “مصداقية” بأن برنامج إيران النووي مكرس للأغراض السلمية حصرا. وفيما يخص البرنامج النووي لكوريا الشمالية قال غروسي “لاحظنا أنشطة في عدة مواقع تتماشى مع استمرار هذا البلد في برنامجه النووي غير القانوني وهو انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة وهو أمر مؤسف للغاية”. ودعا كوريا الشمالية الى الامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة والتعاون على وجه السرعة مع الوكالة في التنفيذ الكامل والفعال لاتفاق ضمانات معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وحل جميع القضايا العالقة.