قياديو القطاع النفطي: المحافظة على المكانة المتميزة للنفط الكويتي منخفض الانبعاثات الكربونية
تحقيق القيمة المثلى للموارد الهيدروكربونية الكويتية
(كونا) — أكد قياديو القطاع النفطي الكويتي اليوم الاثنين أهمية خطة مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050 والاستمرار بخفض انبعاثاتها الكربونية في إطار المحافظة على المكانة المتميزة لبرميل النفط الكويتي كونه منخفض الانبعاثات الكربونية.
وأضاف القياديون خلال مؤتمر استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة 2040 واستراتيجية تحول الطاقة 2050 المنعقد تحت عنوان (طاقة مستدامة لمستقبل واعد) أن الاستراتيجية المعتمدة حتى عام 2040 تهدف إلى تحقيق القيمة المثلى للموارد الهيدروكربونية الكويتية.
وأوضحوا أن ذلك يتم عبر الوصول تدريجيا لمعدل طاقة إنتاجية مستدامة للنفط الخام في دولة الكويت (بما يشمل المنطقة المقسومة) يصل إلى 4 ملايين برميل يوميا في عام 2035.
وفي هذا الصدد قال العضو المنتدب للتخطيط والمالية في مؤسسة البترول الكويتية بدر العطار في كلمته بالمؤتمر إن مجال الطاقة يتطور بوتيرة متسارعة عالميا ويستمر في تحقيق التوازن بين العرض والطلب على مصادر الطاقة المختلفة من جهة والاستدامة في هذاالمجال مع تخفيض آثار تغير المناخ عالميا من جهة أخرى.
وأوضح العطار أننا “نرى أن التوجه العالمي لصناع القرار هو استمرار الحاجة لتأمين الطاقة من خلال تعزيز إمدادات النفط والغاز ومشتقاتهما مع العمل على خفض انبعاثات الغازات الدفيئة”.
وبين أن الشركات في مجال الصناعة النفطية خاصة ومجال الطاقة عامة تضع نصب أعينها أهمية التحول في الطاقة للوصول إلى الحياد الكربوني إلى جانب المحافظة على العمليات التقليدية من استكشاف وإنتاج وتكرير وتصنيع وبتروكيماويات.
وأكد أن هذا المبدأ يعكس استمرار الطلب العالمي على انتاج النفط والغاز وليس التحول اللحظي إلى انتاج الطاقةالبديلة إذ لم يشهد التاريخ مطلقا استبدال مصدر رئيسي للطاقة بالكامل والاستغناء التام عن مصادر الطاقة الأخرى.
وأفاد بأن إطلاق استراتيجية المؤسسة للتحول في الطاقة يأتي بالتزامن مع انطلاقة التوجهات الاستراتيجية العامة المحدثة للمؤسسة والتي تشمل العديد من المبادرات والمشاريع الخاصة بالحد من الانبعاثات الكربونية وصولا إلى تحقيق الحياد الكربوني من أبرزها إنتاج وتخزين الطاقة المتجددة ورفع كفاءة استهلاك الطاقة وخفض معدل حرق غاز الشعلة إلى نسبة صفرية وكذلك التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه.
وذكر أن (البترول) وشركاتها التابعة ستقوم بالاستثمار في هذه المشاريع الرأسمالية بما يقارب ال 110 مليار دولار أمريكي وستقوم بذلك من خلال شراكات عدة وتعاون مع جهات الدولة والقطاع المصرفي والمؤسسات العلمية الكويتية والعالمية المختصة في تقنيات تخفيض الانبعاثات الضارة في البيئة.
من ناحيته قال الرئيس التنفيذي لشركة (نفط الكويت) أحمد العيدان في كلمة مماثلة إن صناعة النفط والغاز تواجه العديد من التحديات الجديدة لتلبية احتياجات السوق العالمي من الطاقة مما يحتم على الشركة الاستمرار في التميز في الإنتاج والتكيف مع هذه التحديات بالابتكار والاستدامة.
وأكد العيدان سعي (نفط الكويت) للوصول إلى الطاقة الإنتاجية للشركة وهي 65ر3 مليون برميل يوميا من النفط في عام 2035 والاستمرار في هذا المعدل من الإنتاج لغاية عام 2040 و5ر1 مليار قدم مكعبة من الغاز الحر يوميا في عام 2040 وذلك لتكون الشركة مثالا للتميز التشغيلي على المستوى العالمي.
وأوضح أنه يتوجب علينا استراتيجيا تحسين عمليات استخلاص النفط من المكامن الحالية بالإضافة إلى اكتشاف احتياطيات جديدة مما يوفر استدامة أطول لعمليات انتاج النفط والغاز.
وأشار إلى أهمية تبني التكنولوجيا المتطورة والابتكار في عمليات الشركة وتطوير مواردها الهيدروكربونية مضيفا أن الشركة أثمرت جهودها في السنوات الماضية بتحسين عمليات حقن المياه للمحافظة على طاقة المكامن في الحقول المعمرة.
من جانبها أكدت الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية الكويتية وضحة الخطيب في كلمة مماثلة أن الشركة أنجزت خلال السنوات الماضية العديد من المشاريع الهادفة إلى تطوير أدائها التشغيلي والبيئي وتحسين جودة منتجاتها لتصبح منتجات عالية الجودة وصديقة للبيئة.
وأضافت الخطيب أن الشركة توجت جهودها في هذا المجال بتشغيل مشروع الوقود البيئي “والذي يعد المشروع الأضخم في تاريخ القطاع النفطي الكويتي وبتشغيله أصبحت طاقتنا التكريرية 800 ألف برميل يوميا”.
وبينت أن تشغيل خط الغاز المسال الخامس بمصفاة ميناء الأحمدي في شهر مارس 2022 ساهم في زيادة طاقة الشركة الإنتاجية الإجمالية من الغاز لتصل إلى أكثر من 3 مليارات قدم مكعب قياسي في اليوم و332 ألف برميل من المكثفات والغاز المسال إذ تتماشى جميعها مع المعايير البيئية العالمية.
وذكرت أن الشركة شكلت فريقا متخصصا لتحقيق استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية لتحول الطاقة 2050 الذي قدم مجموعة من المبادرات المتطورة للمساهمة في خطتها المستقبلية لخفض الانبعاثات الغازية منها إنشاء وحدات إضافية لاسترجاع غازات الشعلة في مصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة في مختلف منشآت ومرافق الشركة.<br>ولفتت إلى أن من هذه المبادرات كذلك دراسة إمكانية إنتاج الهيدروجين الأزرق والوقود الحيوي والتوسع في استخدام ألواح الطاقة الشمسية في محطات الوقود وبقية المباني والمنشآت التابعة للشركة.
من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة البترول الكويتية العالمية شافي العجمي في كلمة مماثلة إن الاستثمار في مشروع شركة مصفاة الدقم للصناعات البترولية والبتروكيماوية في سلطنة عمان الشقيقة يعتبر احدى قصص النجاح في مؤسسة البترول الكويتية.<br>وأوضح العجمي أن قرار الاستثمار في الدقم جاء تماشيا مع التوجهات الاستراتيجية للمؤسسة لقطاع التكرير والتصنيع والتجزئة خارج دولة الكويت عبر المشاركات أو التحالفات.
وذكر أن المشروع يعتبر أكبر مشروع مشترك بين دولتين خليجيتين داخل المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إذ تبلغ الطاقةالتكريرية للمصفاة 230 ألف برميل يوميا ويحتوي على أحدث التقنيات العالمية في مجال التكرير والتصنيع.
وأفاد بأنه تم انتاج الديزل ووقود الطائرات ومنتج النافثا ذات المواصفات عالية الجودة وكذلك الكبريت والفحم البترولي ليكتمل عقد انتاج جميع منتجات المصفاة والتي يتم تصديرها للأسواق العالمية إذ تعتبر بداية حقبة جديدة لمصفاة الدقم وشركة البترول الكويتية العالمية متوقعا الوصول إلى التشغيل التجاري الكامل للمصفاة في نهاية العام الجاري.
وبين أن قطاع التسويق العالمي في مؤسسة البترول الكويتية سيقوم بتسويق 50 في المئة من منتجات المصفاة بما يعكس التكامل بين أنشطة المؤسسة في حين سيقوم الشريك العماني بتسويق ال50 في المئة الأخرى من هذه المنتجات.
من ناحيته قال الرئيس التنفيذي للشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبك) وليد البدر في كلمة مماثلة إن مصفاة الزور ستصل بعد اكتمال تشغيلها الثالث خلال الأيام القادمة لطاقة إجمالية تبلغ 615 ألف برميل يوميا ما يسهم في تحقيق أحد التوجهات الاستراتيجية الرئيسية للمؤسسة والتي تهدف لرفع الطاقة التكريرية لدولة الكويت لتصل إلى 6ر1 مليون برميل يوميا.<br>وذكر البدر أن قرار إنشاء مصفاة الزور جاء بهدف بناء مصفاة استراتيجية لإنتاج زيت الوقود ذي المحتوى الكبريتي المنخفض لسد الحاجة المحلية للطاقة سواء الحالية أو المستقبلية.
وأشار إلى أن المصفاة قادرة على تكرير أنواع مختلفة من النفوط الكويتية الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وهو ما يمنحها ميزة تنافسية واقتصادية.
من جانبها قالت الرئيس التنفيذي لشركة صناعة الكيماويات البترولية نادية الحجي في كلمتها إن الشركة تنتج موادا كيميائية وبلاستيكية ومنتجات أخرى تستخدم في العديد من التطبيقات المختلفة مثل صناعة السيارات والبناء والإلكترونيات والأجهزة المنزلية ومواد التعبئة والتغليف وكذلك الأدوات الطبية والعديد من المنتجات الأخرى.
وأكدت الحجي التزام الشركة بالنمو في قطاع البتروكيماويات من خلال تنفيذ مشاريع وفرص الاستحواذ بما يتوافق مع الخطة الاستراتيجية لمؤسسة البترول الكويتية 2040 لبلوغ 5ر14 مليون طن من المنتجات البتروكيماوية الأساسية وتحقيق 2ر1 مليون طن من منتجات البتروكيماوية المتخصصة.
وأفادت بأن الشركة ملتزمة أيضا بالبدء في الدراسات الفنية التفصيلية لمشروع اللألوليفينات الرابع للمضي قدما في قرار الاستثمار النهائي وتنفيذ المشروع بالإضافة إلى العمل على مبادرات التحول الرقمي ومبادرات الاستدامة والتحول في الطاقة والطاقة المتجددة والاقتصاد الدائري وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية.