الشباب في «أمة 2024».. حضور فاعل وآمال كبيرة في تمثيل نيابي يلبي الطموحات
(كونا) – يحضر الشباب الكويتي بشكل لافت في أي تجربة انتخابية في الكويت ترشحا وتصويتا باعتبارهم يمثلون الشريحة الأكبر وسط آمال بأن تحمل نتائج انتخابات مجلس الأمة (أمة 2024) تمثيلا أوسع لهم.
وبلغة الأرقام يشكل الشباب تقريبا 70 في المئة من المجتمع الكويتي ما يعني انعقاد الآمال على فوز مرشحين في الانتخابات البرلمانية يعكسون طموحات هذه الشريحة المهمة والتي تعتبر (دينامو) التجربة الديمقراطية ترشحا وانتخابا.
وفي هذا السياق أكد أكاديميون ومتخصصون في تصريحات متفرقة لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن الشباب هم الشريحة الأوسع في البلاد ويعني ذلك عمليا ضرورة ان تناسب مخرجات انتخابات (أمة 2024) التمثيل السليم لهم الى حد ما خصوصا ان التجربة البرلمانية الكويتية عبر عقود أفرزت طاقات شبابية ناجحة تركت بصمة كبيرة في الحياة السياسية والبرلمانية سواء من الذكور أو الإناث.
وركزوا في سياق مواز على أهمية قضايا الشباب التي لم تخل منها البرامج الانتخابية لكثير من المرشحين وأبرزها القضية الإسكانية والتوظيف والصحة والتعليم والرياضة ومواكبة التطور التكنولوجي في العالم ومبدأ تكافؤ الفرص والمشاركة في صنع القرار.
وقال المدير العام للهيئة العامة للشباب بالتكليف ناصر الشيخ إن مشاركة الشباب في الاستحقاقات الانتخابية ترشحا وانتخابا تنطوي على أهمية كبيرة لهم ولبلادنا الكويت على حد سواء لترجمة أفكارهم وتطلعاتهم الطموحة وتنمية وطنهم وتقدمه على أرض الواقع لا سيما أن كثيرا منهم يملكون أفكارا خلاقة في هذا الشأن.
وأضاف الشيخ أن الشباب يشكلون أكبر شريحة في مجتمعنا مما يتطلب الاهتمام بقضاياهم ومتطلباهم وهو أمر تقوم به الهيئة منذ تأسيسها عام 2015 حتى الآن معربا عن أمله بمشاركة شبابية قوية بمجلس (أمة 2024) تعزز هذا العمل الشبابي بالبلاد وتمكنهم في شتى المجالات.
وأوضح أن الشباب لهم أيضا دور مهم في إنجاح العملية الانتخابية إذ سيتصدى نحو 350 شابا وشابة من المتطوعين لمساعدة كبار السن وذوي الإعاقة في الإدلاء بأصواتهم تحت رعاية الهيئة إضافة إلى أن معظم العاملين في إدارة الانتخابات من مختلف جهات الدولة والمجتمع المدني هم من الشباب ما يؤكد أهمية دور هذه الشريحة في العرس الانتخابي.
ودعا الشباب إلى تلبية الدعوة السامية لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في خطابه بمناسبة العشر الأواخر من رمضان إلى ضرورة حسن اختيار ممثليهم بعناية ودقة وألا يتم اختيار من كان هدفه تحقيق المصلحة الشخصية أو افتعال الأزمات فالاختيار السليم هو الطريق لبناء مستقبل الوطن وأجياله معتبرا هذه التوجيهات السامية بمنزلة خريطة الطريق لتقدم الكويت وازدهارها.
نسبة الشباب مؤثرة وقال أستاذ القانون بكلية الحقوق جامعة الكويت الخبير الدستوري الدكتور محمد الفيلي إن الديمقراطية تنطلق من فرضية أن الناس هم الذين يرسمون مستقبلهم من خلال اختيار من ينوب عنهم وإذا نظرنا إلى المجتمع الكويتي نجد أن نسبة الشباب فيه مؤثرة ومن المنطقي ان تنعكس هواجس هذه الشريحة على الخطاب الانتخابي.
ورأى الفيلي أن الطرح الأكثر جدية هو الذي يقف عند حقيقة مشكلة الاقتصاد وأنه قائم على عائد ناضب أي النفط فيما الحلول الواقعية اليوم أن أي حكومة لا تستطيع أن تقدم المعجزات ويجب أن يكون لديها خطاب واقعي قائم على الامكانات المتاحة وهي جيدة وهذا كله صعب الجزم فيه لأننا أمام حكومة جديدة بعد ظهور نتائج الانتخاب وهي التي أتوقع أنها تحسن قراءة النتائج بشكل حقيقي وبناء عليه ستقدم الحلول بشكل واقعي.
وذكر أنه في المنظومة الدستورية الكويتية هناك حكومة وبرلمان وهذا الأخير يملك تقديم أفكار من خلال اقتراحات القوانين ويملك الرقابة على أداء السلطة التنفيذية كذلك السلطة التنفيذية من جانبها تملك تقديم مشاريع القوانين وهي التي تنفذ برنامجا يفترض أنها أعدته وفق قراءة الساحة وينبغي بالدرجة الأولى أن تكون هناك أفكار لتشريعات يمكن تنفيذها بواقعية.
وأشار الفيلي إلى أن توقع موقف الشباب أمر صعب الجزم به لأنه مضاف للمستقبل ولأسلوبهم في التصويت مؤكدا مرة أخرى انه يجب أن يكون لدينا أمل بمتابعة حقيقية من الشباب لما هو متصل بمصالحهم بعيدة المدى.
الشباب محرك الانتخابات من جانبه قال أستاذ القانون الدستوري في كلية القانون الكويتية العالمية الدكتور محمد الفهد إنه في كل دول العالم تمثل شريحة الشباب الأساس والعامل الفعال والمهم جدا في تحريك العمليات الانتخابية وعندما نعكس هذا الواقع على دولة الكويت نراه فعلا مطبقا وأن شريحة الشباب هي المحرك الاساسي للانتخابات وهذا واضح جدا من خلال زيارة المقرات الانتخابية حيث نرى الشباب هم من يقود الحملات الانتخابية وإدارة كل ما يتعلق بهذه الحملات.
وأضاف الفهد أنه بالنسبة للمرشحين نجد أن هناك تطورا لافتا في الفترات الأخيرة حيث أصبح لشريحة الشباب دور مهم ونسبة عالية في الفوز بانتخابات مجلس الأمة حيث كانت في المجالس الاخيرة نسبة كبيرة من فئة الشباب الذين يمثلون أكثر من نصف المجلس.
وذكر ان هذا الامر واقعي لأنه في الفترات الأخيرة زاد الوعي السياسي لدى الشباب في المجتمع الكويتي وأصبحت شريحة الشباب تريد من النائب أن يملك برنامجا واضحا ورؤية واضحة وكيفية تنفيذ هذه الرؤى وأصبح للشباب دور في الاقناع وأصبحوا هم البارزون في المجالس النيابية.
ورأى أن الانتخابات المقبلة ستستمر على هذا النهج متوقعا أن يفوز ويصل الى البرلمان شريحة كبيرة من الشباب ومن جانب آخر هناك معايير تحكم وصول الشباب لذاك يجب ألا يكون وصول الشباب بحد ذاته هو الهدف فقط إنما أن يكون هذا المرشح يملك رؤية وبرنامجا واضحين وخطة واضحة للنهوض بدولة الكويت.
وعن أبرز القضايا التي يجب على السلطة التشريعية تبنيها بخصوص الشباب أفاد الدكتور الفهد بأن هناك العديد من القضايا المهمة جدا في الكويت ولله الحمد لدينا جيل من الشباب الناضج الذي لديه الكثير من المميزات والرغبة في العطاء والذكاء والعقلية الفذة ونحن مازلنا مقصرين في استقطاب شريحة الشباب وفي حل القضايا والاشكاليات التي تعاني منها هذه الشريحة واولها توفير السكن للشباب المقبلين على الزواج وتأمين هذا الأمر مهم لتكوين أسرة مستقرة.
وذكر الدكتور الفهد أن من الأمور المهمة أيضا توفير الوظيفة المناسبة للشاب حتى يخرج طاقته الكامنة في هذه الوظيفة وتشجيعهم على إكمال تحصيلهم العلمي في أرقى الجامعات وبالتالي سنستفيد جدا من شريحة الشباب.
وقال إنه في الفترة الأخيرة لاحظنا أن الشباب لديهم إقبال كبير على الانتخابات البرلمانية وأصبح هناك اهتمام ملفت للعملية الانتخابية وحرص منهم للتثقف وزيادة الوعي السياسي في العملية الانتخابية.