محليات

«الصحة» تحتفي باليوم العالمي للصحة النفسية تحت شعار «الصحة النفسية في مكان العمل»

د.عبدالله السند: نهدف إلى التغلب على الوصمة المجتمعية للأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية

(كونا) – احتفت وزارة الصحة باليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف اليوم الخميس وتحييه منظمة الصحة العالمية هذا العام تحت شعار «الصحة النفسية في مكان العمل» ويعنى بإبراز الصلة الجوهرية بين الصحة النفسية والعمل.

وقال المتحدث الرسمي للوزارة الدكتور عبدالله السند في كلمته خلال الاحتفال الذي أقيم في مركز الكويت للصحة النفسية إن من بين أهداف اليوم العالمي للصحة النفسية مواجهة والتغلب على الوصمة المجتمعية للأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية «إذ كان ولفترة قريبة ينظر المجتمع الدولي لهذه الأمراض والاضطرابات بنوع من التحفظ».

وأشار السند إلى أن الوصمة المجتمعية جعلت فئة من المرضى تعاني من أجل استعادة دورها في المجتمع أو جراء النظر إليهم على أنهم مختلفون عن بقية افراد المجتمع وربما حرمان هذه الفئة من تلقي العلاج في المكان والوقت المناسبين ومن المختصين المناسبين ومن أجل ذلك جاءت مثل هذه الاحتفالات لنشر ثقافة التوعية.

ولفت إلى أن الأمراض والاضطرابات النفسية أصبحت تشكل تحديا أمام المجتمع الدولي والمنظومات الصحية موضحا أن الاكتئاب هو الأكثر شيوعا على مستوى العالم وهناك أكثر من 300 مليون حول العالم يعانون منه.

وتابع أن أثره لا يمتد إلى حياة المريض فحسب بل الى أسرته والمجتمع “إذا ما نظرنا إلى الخسائر الاقتصادية العالمية الناجمة عن معاناة هذه العدد حول العالم من هذا المرض والتي تقدر بتريليون دولار سنويا”.

وذكر السند أن نحو 264 مليون شخص حول العالم يعانون من القلق منوها بالتطور المذهل الذي شهدته علاجات تلك الأمراض على مدى السنوات الماضية وسط زيادة مستوى الوعي لدى الأفراد والمجتمعات.

وأشار إلى دور مركز الكويت للصحة النفسية ليس على مستوى العلاج فقط بل أيضا على المستوى الوقائي مستطردا أن المنظومة الصحية لا تنتظر حدوث المشكلة حتى تعالجها منوها بوجود عيادة للصحة النفسية في كل مستشفى من المستشفيات العامة وعيادة للصحة النفسية الأولية في 70 مركزا من مراكز الرعاية الصحية الأولية من أصل 120 مركزا.

من جانبها قالت مديرة مركز الكويت للصحة النفسية الدكتورة خلود العلي في كلمتها إن بيئة العمل الصحية الآمنة تتيح عامل وقاية للصحة النفسية وتعزز الإنتاجية والإبداع.

وأوضحت العلي أن الظروف غير الصحية يمكن أن تشكل عاملا مؤثرا على الصحة النفسية ونوعية الحياة والإنتاجية وتشمل الوصم والتميز وأعباء العمل المفرطة والروتين المملة ونقص الموظفين وعدم وضوح الدور الوظيفي وعدم كفاية سياسة الصحة والسلامة وانعدام الأمان الوظيفي وضعف الاستثمار في التطوير الوظيفي.

وتابعت: بما أن 60 في المئة في العالم يمارسون عملا فمن الضروري اتخاذ إجراءات وعمل استراتيجيات واضحة تهيئ بيئة عمل تكفل الوقاية من مخاطر اعتلالات الصحة النفسية وتوفير الحماية والدعم من خلال تسخير الجهود واستثمار الموارد في نهج وتدخلات مسندة بالأدلة في مكان العمل تضمن حصول الجميع على فرصة للازدهار في العمل.

وأشارت إلى أن المقصود بالصحة النفسية في العمل هو التوازن ما بين العمل الذي يشمل العمل نفسه وقوانين المؤسسة والشخص نفسه وأساليب التكيف التي تمكن الشخص من التعامل مع المواقف الصعبة.

وبينت أن استراتيجيات تعزيز الصحة في مكان العمل تتطلب خلق الوعي بالصحة النفسية في مكان العمل من خلال الموارد التعليمية وورش العمل والتشجيع على التواصل الفعال وخلق ثقافة الحوار المفتوح وبناء العلاقات الإيجابية بين الزملاء وإنشاء سياسة أو دليل إرشادي للصحة النفسية في بيئات العمل.

وقالت العلي إنه على الرغم من أن الحكومات وأرباب العمل يحملون المسؤولية الأساسية عن حماية الصحة النفسية وتعزيزها في مكان العمل لكن “يمكنك اتخاذ خطوات لدعم الرفاه النفسي من خلال تعلم تقنيات ادارة الاجهاد والاستمرار في التعليم وتطوير المهارات وتعلم كل جديد والمشاركة في الأنشطة الخارجية والاجتماعية”.

بدوره أكد مدير القسم الطبي في مركز الكويت للصحة النفسية الدكتور عمار الصايغ في كلمته حرص الوزارة الدائم على تسليط الضوء خلال الاحتفال على العوامل الاجتماعية والنفسية وتأثيرها النفسي على الأسرة والمجتمع ورفع مستوى الوعي بمشكلاتها حول العالم وتكريس وتفعيل الجهود لدعم الصحة النفسية وتوفير خدمات الصحة النفسية والرعاية الاجتماعية الشاملة.

ولفت الصايغ إلى ما يقدمه الأطباء من خدمات التشخيص والعلاج والمتابعة وفق أحدث البروتوكولات العلاجية والاختبارات النفسية والإرشاد النفسي والعلاجي من خلال وحدة الخدمة النفسية الإكلينيكية وإقامة أنشطة الرعاية النهارية لإكساب المرضى مهارات التعامل وفق خطة العلاج.

وأوضح أن هناك عيادات نفسية في المستشفيات العامة والتخصصية علاوة على التعاون مع إدارة الرعاية الأولية بوزارة الصحة من خلال العيادات النفسية والعلاج النفسي وهناك أيضا وحدة الاستشارات النفسية الطارئة للمستشفيات العامة والتخصصية وتقديم خدمة الرد على الاستفسارات والتوجيه عبر خط الطوارئ.

وأشار إلى أن رؤية المركز هي تقديم أفضل رعاية صحية شاملة آمنة ومتكاملة للأعمار من الطفولة حتى كبار السن والسعي ليكون من المراكز المتقدمة في الشرق الأوسط.

زر الذهاب إلى الأعلى