أخبار دولية

«الصحة العالمية»: تعليق التمويل الأمريكي يهدد حياة الملايين ويسبب انهيارا لأنظمة الصحة بالدول الفقيرة

(كونا) – حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس يوم الاثنين من تداعيات التعليق المفاجئ للتمويل الأمريكي للمساعدات الصحية العالمية التي من شأنها أن تؤدي إلى وفاة مئات الآلاف من الأشخاص وتعرض ملايين آخرين لخطر الإصابة بالأمراض المعدية والتسبب بانهيار الأنظمة الصحية في عشرات الدول الفقيرة.

وقال غيبريسوس في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في جنيف إن هناك تراجعا خطيرا ملحوظا على المستوى العالمي في مكافحة الملاريا ومن المتوقع ان يتم تسجيل 15 مليون إصابة إضافية فضلا عن وفاة 107 الاف شخص هذا العام فقط وذلك جراء قطع التمويل الأمريكي الذي كان يساهم في منع إصابة 2ر2 مليار إصابة وعلاج 7ر12 مليون اخرين.

وأضاف أن قرار التعليق اثر أيضا على الخطة الطارئة للاغاثة من الإيدز ما سبب اضطرابات خطيرة في خدمات علاج وفحص والوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية في أكثر من 50 دولة محذرا من نفاد الادوية الخاصة بالفيروس في ثمانية دولة خلال الأشهر المقبلة.

وأوضح أن هذه الاضطرابات من شأنها ان تؤدي إلى أكثر من 10 ملايين إصابة إضافية بالإيدز ووفاة ثلاثة ملايين حالة مرتبطة به أي أكثر بثلاثة أضعاف من عدد الوفيات المسجلة العام الماضي.

وأكد وجود 27 دولة في افريقيا وآسيا تعاني من نقص حاد في الموارد الطبية وانهيار حاد في سلاسل التوريد للأدوية الحيوية مثل أدوية السل إذ أبلغت تسع دول عن فشل في تأمين الأدوية ما يهدد حياة آلاف المرضى.

وبين أن الولايات المتحدة دعمت على مدى 20 عاما جهود مكافحة السل ما ساعد في إنقاذ نحو 80 مليون شخص لكن هذه المكاسب باتت اليوم في خطر.

وأوضح غيبريسوس أن قطع التمويل الأمريكي أثر أيضا على برامج التحصين العالمي حيث تواجه «شبكة منظمة الصحة العالمية للحصبة والحصبة الألمانية» التي تمولها الولايات المتحدة بالكامل خطر الإغلاق في وقت يشهد العالم تزايدا في تفشي المرض ما يهدد حسب وصفه عقودا من التقدم في مكافحة المرض.

وذكر أن جهود القضاء على شلل الأطفال ومراقبة الأوبئة مثل إنفلونزا الطيور والاستجابة للأزمات الإنسانية باتت اليوم مهددة أيضا ما عرض نحو 24 مليون شخص في مناطق النزاعات لخطر فقدان الرعاية الصحية الأساسية.

وأضاف أن «أكثر من 2600 منشأة صحية في 12 منطقة تشهد أزمة إنسانية قد أغلقت خدماتها جزئيا أو كليا وانها مهددة بالتوقف التام عن العمل بسبب نقص التمويل».

وأكد أن الخسائر المباشرة لا تقتصر على الأمراض المعدية بل تمتد إلى انهيار خدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية وتعطل المختبرات الطبية وتأخير سلاسل التوريد وحتى ايقاف رواتب العاملين الصحيين كما حدث في مخيم (كوكس بازار) في بنغلاديش أكبر مخيم للاجئين في العالم.

وفي هذا السياق دعا المدير العام للمنظمة الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في قرارها بشأن قطع التمويل مشددا على أنها تتحمل مسؤولية ضمان أن يتم أي انسحاب بطريقة منظمة وإنسانية تسمح للبلدان المتضررة بالبحث عن مصادر بديلة للتمويل.

وجدد دعوة المنظمة الى الدول المستفيدة والجهات المانحة الأخرى باتخاذ تدابير عاجلة لسد الفجوة التمويلية وزيادة الإنفاق.

زر الذهاب إلى الأعلى