لقاح جديد للسرطان يظهر نتائج واعدة ضد ثلاثة أورام سرطانية
يستخدم جزيئات دقيقة محملة بإشارتي إنذار مختلفتين تُنشّطان الجهاز المناعي

نجح لقاح جديد من الجسيمات النانوية، يحمل منشطين مناعيين، في منع تكوين الأورام لدى 69% إلى 88% من الفئران في نماذج سرطان الجلد وسرطان البنكرياس وسرطان الثدي الثلاثي السلبي.
وفقًا لموقع «StudyFinds»، طوّر العلماء لقاحًا للسرطان أوقف نمو ثلاثة أنواع مختلفة من الأورام الخبيثة لدى الفئران، إذ منعت هذه الحقنة التجريبية السرطان لدى حوالي 7 إلى 9 من كل 10 حيوانات خضعت للاختبار، حيث نجحت في مكافحة الورم الميلانيني، وسرطان البنكرياس، ونوع صعب العلاج من سرطان الثدي.
وأوضح باحثون في جامعة ماساتشوستس أمهرست في الولايات المتحدة أن الفئران التي تغلبت على السرطان في السابق، ظلت خالية منه عند إعادة إدخاله بعد أسابيع، مشيرين إلى أن أجهزتها المناعية تذكرت ما يجب محاربته.
يستخدم اللقاح جزيئات دقيقة محملة بإشارتي إنذار مختلفتين تُنشّطان الجهاز المناعي. وبالعمل معًا، تُشكّل هذه الإشارات دفاعًا أقوى من أيٍّ منهما على حدة.
وخلافًا لبعض لقاحات السرطان التجريبية التي تتطلب رسم خرائط طفرات الورم الفريدة لدى المريض، وهي عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلاً، يعمل هذا النهج مع مواد ورمية أبسط، ما قد يعني تطويرًا أسرع وتكاليف أقل إذا نجح اللقاح في النهاية مع البشر.
ويُعالج هذا اللقاح الجديد ما يعتقد الباحثون أنه المشكلة الجذرية، وهي عدم تنشيط جهاز المناعة بالقوة الكافية للتغلب على حيل السرطان.
تلقت الفئران ثلاث جرعات: واحدة في اليوم الأول، وأخرى بعد أسبوعين، وجرعة مُعززة أخيرة بعد أسبوعين من ذلك، وبعد ثلاثة أسابيع من الجرعة الأخيرة بدأت النتائج.
في البداية، جرّب الفريق الورم الميلانيني، وهو سرطان جلدي عدواني. بدأوا بدمج اللقاح مع بروتينات منفردة من خلايا الورم الميلانيني، ولم يُجدِ ذلك نفعًا. ولكن عندما دمجوا بروتينين من بروتينات الورم الميلانيني (Trp1 وTrp2) مع الجسيمات النانوية ثنائية الإنذار، حدث أمر مذهل، حيث رفضت جميع الفئران العشرة المُلقحة السرطان تمامًا ونجت، بينما ماتت جميع الفئران في المجموعة غير المُلقحة خلال أربعة أسابيع.
بعد شهر، صعّب الباحثون الأمور وحقنوا خلايا سرطانية مباشرةً في مجرى الدم، وهو اختبار يسبب عادةً أورامًا رئوية قاتلة في غضون أيام، لكن جميع الفئران المُلقحة حافظت على صحتها، وعند فحص رئتيها لم يُعثر على أي أورام.
أما بالنسبة لسرطان البنكرياس وسرطان الثدي الثلاثي السلبي، غيّر الفريق تكتيكاته، فبدلًا من استخدام بروتينات محددة، استعملوا محلل الورم، أي طحن خلايا الورم واستخدام الخليط كاملًا، ما أتاح للجهاز المناعي مجموعة واسعة من الأهداف دون الحاجة لتخمين البروتينات الفعالة.
وتمكنت حوالي 9 من كل 10 فئران من رفض أورام البنكرياس (7 من 8)، وتغلب ثلاثة أرباعها على سرطان الثدي (6 من 8)، وحوالي 7 من كل 10 على سرطان الجلد (9 من 13).
وجاءت المفاجأة أن كل فأر تغلب على السرطان في المرة الأولى تغلب عليه أيضًا عند إعادة اختباره بعد أسابيع، مما يشير إلى تكوين ذكريات مناعية دائمة.
يُذكر أن جميع الفئران كانت إناثًا، لذا لا يُعرف بعد ما إذا كانت الفئران الذكور ستستجيب بشكل مختلف.





