مساعدات الكويت الإنسانية.. تاريخ حافل بالعطاء
(كونا) – تمضي دولة الكويت قدما في تعزيز دبلوماسيتها الناجحة المرتكزة على العمل الإنساني العالمي لما يمثله من قيم إنسانية عليا.
وفي هذا الإطار واصلت دولة الكويت جهودها الدؤوبة في مجال العمل الإنساني عبر مؤسساتها وهيئاتها الخيرية لا سيما في ظل تفشي جائحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) وتداعياتها داخل البلاد وخارجها.
وحيث أن البعد الدبلوماسي لا يقل أهمية عن الشق المادي نبدأ جولتنا هذا الأسبوع بالتركيز على الجانب الدبلوماسي لدولة الكويت الذي يؤكد دورها الرائد في مجال العمل الإنساني وبخاصة تجاه الأزمة الإنسانية في سوريا التي تفاقمت بعد مرور 10 سنوات من الصراع الدامي مع تضاعف الصدمات التي دفعت السوريين إلى "هاوية الجوع" وتردي الأوضاع الحياتية.
وفي هذا الصدد أعربت دولة الكويت عن الأسى لما ورد في تقارير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق في سوريا عن الأوضاع المزرية التي يعيشها أطفال هذا البلد الذين يعانون من انتهاكات عديدة لحقوقهم.
جاء ذلك في كلمة دولة الكويت التي القاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير جمال الغنيم امام الدورة ال46 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان في اطار الحوار التفاعلي اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق في سوريا.
وقال السفير الغنيم إن دولة الكويت تشدد على أهمية إعطاء موضوع الأطفال ومصيرهم الأهمية التي يستحقونها اذ من المؤسف ألا يعرف الملايين من هؤلاء الأطفال شيء عن الحياة سوى الحرب.
وأضاف أنه من المؤلم وجود أكثر من 8ر2 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس في سوريا منهم 40 بالمئة تقريبا من الفتيات ومن المرجح أن يكون العدد قد ارتفع نتيجة تأثير الجائحة التي تسبب فيها الفيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) فلم تعد واحدة من كل ثلاث مدارس داخل سوريا صالحة للاستخدام إما لأنها تعرضت للدمار أو للضرر أو لأنها تستخدم لأغراض عسكرية.
وأكد ان دولة الكويت قد بذلت جهودا كبيرة فيما يتعلق بدعم قضايا التعليم لأطفال سوريا بالتعاون مع دول الجوار السوري وفي هذا الإطار قدمت الدعم المالي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للمساهمة في برامجها التعليمية الموجهة للأطفال السوريين كما شرع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بإنشاء المدارس في دول الجوار السوري.
وذكر السفير الغنيم أنه "لابد لنا أن نستذكر الدعوة التي أطلقها أمير دولة الكويت الراحل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله لدعم ومساعدة الأطفال والشباب من النازحين واللاجئين السوريين من خلال اعتماد برامج وخطط توفر لهم فرصا للتعلم بما يمكنهم من مواجهة أعباء الحياة ويعينهم على رسم مستقبلهم ومستقبل بلادهم ويحصن عقولهم من الأفكار الهدامة".
وأضاف أن دولة الكويت أشارت إلى المبادرة التي طرحتها من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن والتي تمثلت بالقرار الذي حمل رقم (2474) والذي تم اعتماده في 11 يونيو 2019 إدراكا منها لأهمية موضوع المفقودين في النزاعات المسلحة ونظرا لمعرفتها عما ينتج من عواقب مأساوية من هذه المسألة على حياة المتضررين من النزاعات وعائلاتهم.
ودعت دولة الكويت مجلس حقوق الإنسان إلى التحرك لوقف المزيد من التداعيات الإنسانية معربة عن التطلع إلى تعاون الجميع مع جهود مبعوث الأمين العام غير بيدرسون الهادفة إلى تحقيق السلام.
واعترافا بدور جمعية الهلال الأحمر الكويتي الرائد في مجال العمل الانساني أشاد السفير الصيني لدى الكويت لي مينغ قانغ بجهود الجمعية بمساعدة المتضررين جراء الكوارث لا سيما في رفع المعاناة جراء تداعيات جائحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19).
وأكد السفير قانغ لـ(كونا) عقب لقائه رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور هلال الساير ان دور الكويت بات متميزا ورائدا في العطاء الإنساني.
وقال إنه بحث مع الساير العديد من الموضوعات المتعلقة بالعمل الإنساني وسبل تعزيزها بين البلدين الصديقين مثمنا جهود الجمعية وما تقوم به لمساعدة الدول المنكوبة.
وأوضح أنه أطلع خلال اللقاء على حجم البرامج الإنسانية التي تنفذها الجمعية على المستوى الدولي والمحلي في مكافحة الفيروس ودورها الكبير في مساندة الدولة عبر تقديم العون لكافة الفئات المحتاجة.
ومن جانبه قال الساير إن الاجتماع تطرق إلى المساعدات التي تقدمها الجمعية للمنكوبين والمتضررين وأهم أعمالها وتحركاتها الإنسانية لإغاثة ومساعدة المناطق المتضررة إضافة الى دورها في مكافحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) داخل البلاد وخارجها.
وتشجيعا على العمل الخيري والذي بات من سمات المجتمع الكويتي أعلن رئيس مجلس إدارة اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية الدكتور عبدالمحسن الخرافي عن انطلاق جائزة خالد العيسى للتميز في العمل الخيري.
وأوضح الخرافي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) أن الكويت بلد الإنسانية جبلت على العمل الخيري منذ نشأتها فبات ذلك يشكل دافعا لمواصلة مسيرة الآباء والأجداد نحو تأصيل وتوثيق العمل الخيري والإنساني على حد سواء.
وذكر أنه انطلاقا من دور الاتحاد في رعاية العمل الخيري الكويتي وتشجيعه فإنه يسعى من خلال هذه الجائزة لترسيخ ثقافة التميز لدى المؤسسات الخيرية في إطار التنافسية وتأسيس مبدأ الإبداع لدى المؤسسات الخيرية في بلد الإنسانية وإظهار الكويت نموذجا رائدا للعمل الخيري.
ولفت الخرافي إلى أن الجائزة سوف تقام سنويا وتستهدف الناشطين في العمل الخيري من الجمعيات الخيرية والمبرات الخيرية والفرق التطوعية.
وأوضح أن فروع الجائزة هي جائزة أفضل مشروع خيري متميز وجائزة أفضل تقرير توثيقي لعمل خيري وجائزة أفضل فيلم توثيقي لعمل خيري.
وبين أنه سيتم ترشيح الفائزين الثلاثة الأول بشفافية من خلال لجنة متخصصة وفق معايير تم وضعها داعيا جميع الجمعيات والمبرات الخيرية والفرق التطوعية المستهدفة داخل الكويت والتي تنطبق عليها الشروط للمشاركة والتفاعل مع هذه الجائزة التي ستقدم إضافة للعمل الخيري الكويتي.