تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان.. هجرة أطباء ونقص بالمعدات والتجهيزات بالمستشفيات
(كونا) – يعاني القطاع الصحي اللبناني وطأة الاوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية المتردية في لبنان وانهيار سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار الامريكي ما دفع بالكثير من الاطباء واعضاء الجهاز التمريضي الى الهجرة بحثا عن ظروف معيشية افضل.
وخسرت المستشفيات اللبنانية نخبة اطبائها وممرضيها ما ادى الى تدني المستوى الاستشفائي والتمريضي في هذه المستشفيات اضافة الى شح المواد الطبية والتجهيزات الضرورية لتأمين حسن سير العمليات الاستشفائية.
وفي هذا السياق قال نقيب الاطباء الدكتور شرف ابوشرف في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الاربعاء "ان تأثير هجرة الاطباء اللبنانيين سلبي جدا على القطاع الطبي فالمهاجرون اختصاصيون من اصحاب الكفاءات ولا يمكن تعويضهم بسهولة".
وأوضح "على سبيل المثال ادى سفر احد التقنيين الاختصاصيين الذين يعملون على آلة زرع الكبد في احد المستشفيات الى توقف كل العمليات الطبية التي لها علاقة بهذا الموظف التقني وشلت حركة كل الاطباء في هذا الاطار".
واضاف "ان عدد الاطباء الذين هاجروا بلغ اكثر من 1200 طبيب منذ بداية الازمة المالية والاقتصادية ومن اسباب هجرة الاطباء ايضا انه لا توجد حماية قانونية لهم فهم يتعرضون في هذه الاوضاع الصعبة والضاغطة للعنف والاهانات رغم ان مجلس النواب اللبناني يعمل على سن قوانين لحماية الاطباء والعاملين في القطاع الصحي لكنه لم يصدرها بعد".
وأشار ابوشرف الى ان الراتب الذي يتقاضاه الطبيب اصبح متدنيا جدا مع انهيار العملة اللبنانية كما ان رواتب الاطباء لم يطرأ عليها اي زيادة او ارتفاع واصبح الطبيب يعمل في المستشفى بشكل شبه مجاني.
ولفت الى ان الاطباء الذين ادخروا بعض الاموال من خلال عملهم سنوات طويلة حجزتها المصارف ولم يعد بإمكانهم التصرف بها لتأمين عيشهم الكريم او لمساعدة اولادهم الطلاب الذين يدرسون خارج لبنان.
واكد "ان الدول الغربية والعربية ترحب بالكفاءات الطبية اللبنانية وتعرف مميزاتها وامتيازها وجودة عملها وان الهجرة لم تقتصر فقط على الاطباء بل شملت الممرضين والممرضات وهذا الامر اذا لم تتم معالجته سريعا من قبل الدولة اللبنانية فإننا سندخل في ازمة كبيرة نأمل الا تطول لكي لا يفقد لبنان صيته وميزته كمستشفى الشرق".
واعتبر ان "التراجع في القطاع الطبي بدأ يؤثر على المرضى فالفحوصات التي كان يجريها المريض في مختبرات المستشفيات لم تعد تجرى الا للضرورة وللمرضى داخل المستشفيات بسبب النقص في المعدات والمستحضرات الطبية التي اصبحت شحيحة وبات استيرادها بالدولار الامريكي مكلفا جدا اذ اصبح المريض الذي يؤمن الاموال فقط هو من تجرى له الفحوصات بسرعة".
وتابع ابوشرف ان المستشفيات ما زالت تؤمن الحالات الطارئة والضرورية اما الحالات التي يمكنها الانتظار فيتم تأجيلها بحسب الاولويات وهذا لم يكن يحصل سابقا في لبنان.
وبدورها قالت اختصاصية التشخيص الشعاعي الدكتورة بترا الجميل ل(كونا) ان معظم الاطباء المهاجرين هم من المتخصصين المتخرجين من اهم جامعات الولايات المتحدة واوروبا وكندا ويجرون عمليات لحالات ولأمراض دقيقة وليس لهم بديل في لبنان.
وأضافت "انه لم يعد بإمكان المستشفيات والاطباء استيراد المعدات والمستلزمات الطبية التي يحتاجونها لإجراء عملياتهم الجراحية او حتى صيانتها بسبب التكلفة العالية ولم يعد بالإمكان اجراء بعض العمليات الدقيقة والمميزة في الكثير من المستشفيات اللبنانية كما ان المستشفيات لم تعد تدفع رواتب الاطباء بالدولار الامريكي كما كان يتم قبل الازمة الاقتصادية والمالية.
وتابعت ان الاطباء الذين لم يفكروا في الهجرة هم من الذين لم يتمكنوا من تأمين عمل لهم بالخارج وخصوصا في الولايات المتحدة واوروبا مشيرة الى ان بعضهم توجه الى البلدان العربية المجاورة وبعض الدول الافريقية.
واشارت الى ان المستشفيات باتت تفتقد عددا من التقنيين المتخصصين في تشغيل المعدات الطبية ومنها معدات التصوير الشعاعي مثلا كما طالت الهجرة الممرضات والممرضين الذين يعملون في النوبات الليلية الصعبة ويتقاضون اجورا متدنية بالعملة اللبنانية.
اما نقيبة الممرضات في لبنان ميرنا ضومط فقالت ل(كونا) "ان القطاع التمريضي من اول القطاعات التي عانت من الهجرة وبلغ عدد الممرضين والممرضات الذين هاجروا منذ بدء الازمة الاقتصادية نحو 1600 وهم من حملة الشهادات الجامعية ومن اصحاب الخبرات ويشكلون نسبة 49 في المئة من المتخصصين".