بريطانيا تدرس تخفيف قيود السفر لمن تلقوا لقاح كورونا
أعلنت الحكومة البريطانية أنها تدرس إمكانية تخفيف القيود المتعلقة بالسفر الدولي لمواطنيها الذين تلقوا جرعتين من اللقاح المضاد لـ «كوفيد-19» في خطوة من شأنها إمتصاص غضب شركات الطيران التي تتوعّد باتخاذ إجراءات قانونية ضد الحكومة التي فرضت قيوداً صارمة على الرحلات الخارجية.
ويمارس قطاع الطيران ضغوطاً على الحكومة من أجل تخفيف إجراءات السفر، وفي شهر يونيو الجاري اشتدت تلك الضغوط، وذلك حرصاً على تمكين شركات الطيران من الاستفادة من الموسم السياحي الذي تحقق فيها شركات النقل الجوي عادة قسماً كبيراً من أرباحها السنوية، غير أن المملكة المتحدة ما لا زالت تلزمُ المسافرين بشروط الحجر الصحي والتي تحول دون تنشيط حركة السفر، وفقاً لـ «يورونيوز».
وهذا وتستعد شركة “رايان اير”، أكبر شركة طيران في أوروبا، اليوم الخميس لرفع دعوى قانونية ضد بريطانيا بسبب سياستها المتعلقة بالسفر، وذلك على الرغم من أن لندن كانت ألمحت إلى أن موعد إزالة القيود بات وشيكاً.
وذكرت وزارة النقل في بريطانيا اليوم أنها تدرس كيفية الاستفادة من التطعيمات من أجل تنشيط السفر الداخلي، علماً أن أكثر من نصف البالغين في المملكة المتحدة تلقوا جرعتين من اللقاح المضاد لـ”كوفيد-19” ما يضع بريطانيا في مقدمة الدول الأوروبية لجهة نسبة السكّان المطعّمين.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “تلغراف” البريطانية، فإن المملكة المتحدة تتطلع لمتابعة تحرك الاتحاد الأوروبي للسماح لمواطني بلدانه الذين تلقوا اللقاح بالكامل، في تجنب اختبارات الإصابة بـ”كوفيد-19” والحجر الصحي اعتباراً من شهر يوليو المقبل.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية يوم الخميس: نعمل حالياً على إعادة النظر بشأن دور اللقاحات في تشكيل رزمة تدابير صحية واختبارات تتعلق بالمسافرين القادمين غير تلك المعمول فيها حالياً.
وكانت شركات “ريان إير” و”الخطوط الجوية البريطانية” و”إيزي جيت” طالبت مراراً وتكراراً الحكومة بالسماح للمسافرين الملقحين بتجنب الحجر الصحي، وكذلك تخفيف القيود المتعلقة بالسفر عن مواطني البلدان الأقل خطورة فيما يتعلق بانتشار فيروس كورونا.
ووصف الرئيس التنفيذي لشركة “ريان إيرا” سياسة السفر في المملكة المتحدة بأنها “فوضى”، وهو ما أشاع أجواء الإحباط لدى شركات الطيران التي تريد الآن مقاضاة الحكومة بشأن نظامها “المبهم” في تصنيف وجهات السفر تبعاً لانتشار الوباء فيها؛ إن كانت خضراء أم برتقالية أم حمراء.
وقالت صحيفة ديلي تلغراف إنه بموجب الخطط التي تدرسها الحكومة، سيتم السماح للأشخاص الذين تناولوا جرعتين من لقاح مضاد لـ”كوفيد-19” بتجنّب الحجر الصحي عند عودتهم من البلدان المدرجة في القائمة ذات اللون البرتقالي، علماً أن هؤلاء يتعين عليهم حالياً الخضوع لاختبار “كوفيد-19”.
وتعليقاً على التقرير الذي نشرته تلغراف، قال السكرتير المالي لوزارة الخزينة جيسي نورمان إن الحكومة “تبحث بالفعل في جميع الخيارات”، مضيفاً “نسعى للتحرك في الاتجاه الصحيح حذر وبشكل تدريجي”.
وكانت بريطانيا سمحت باستئناف الرحلات الجوية الدولية الشهر الماضي، لكن تمّ استبعاد وجهات سفر رئيسية على غرار إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، والولايات المتحدة، من قائمة الدولة الآمنة (الخضراء)، فيما فرض على المسافرين القادمين من الدول المدرجة على قائمة اللون البرتقالي، حجراً صحياً لمدة 10 أيام وإلزامهم بإجراء اختبارات متعددة.
من المقرر أن تصدر الحكومة البريطانية تحديثاً لقائمة الدول الآمنة (الخضراء) في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، علماً أنها كانت أعلنت في شهر أبريل الماضي أنها ستراجع سياستها الخاصة بالسفر قبل نهاية شهر يونيو.