داود حسين: الرقابة التي تفرض في بعض الدول تقيد الإبداع الفني
• الفنان الناضج ينبغي أن يكون حراً ومسؤولاً عما يقدمه ضمن حدود الرقابة الذاتية
• جائحة «كورونا» كشفت عن مدى تراجع جاذبية الدراما العربية مقابل الدراما الغربية والشرقية
(كونا) – أكد فنانون عرب الثلاثاء أهمية توفير الدعم الرسمي لصناعة الدراما العربية باعتبارها منبرا ثقافيا مؤثرا في المجتمع وسط ما تشهده الحياة من تطور سريع ومتغيرات جديدة.
جاء ذلك في ندوة بعنوان (آفاق الدراما العربية الجديدة) شارك فيها الفنانون الكويتي داود حسين واللبنانية تقلا شمعون والأردنيان زهير النوباني ونادرة عمران ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته ال35.
وتوافق الفنانون على أن الدراما العربية تواجه تراجعا في المستوى العام لأسباب عديدة أهمها غياب الدعم الرسمي وغياب بعض العناصر الإبداعية للانتاج وفرض بعض الجهات الخاصة رغباتها التجارية على حساب المحتوى.
وفي هذا السياق شدد الفنان الكويتي داود حسين على ضرورة رفد صناعة الدراما العربية بالإمكانات اللازمة والتمويل المناسب للارتقاء بها وجعل تأثيرها «إيجابيا» على تنشئة المجتمع وتوجيه وعي أفراده وفق عادات وتقاليد وثقافة المجتمع العربي.
ودعا حسين إلى أهمية ابتكار مضمون فني ودرامي يحاكي واقع المجتمعات التي تأثرت كثيرا بالتطور المعرفي والتكنولوجي لافتا إلى أن جائحة (كورونا) كشفت عن مدى تراجع جاذبية الدراما العربية مقابل توجه المشاهد العربي لمتابعة الدراما الغربية والشرقية على المنصات الرقمية.
وعن القيود التي تواجه الإبداع الفني العربي أشار إلى أن الرقابة التي تفرضها بعض الجهات الحكومية في بعض الدول «قد تقيد الإبداع الفني» موضحا أن الفنان «الناضج» ينبغي أن يكون حرا ومسؤولا عما يقدمه ضمن حدود الرقابة الذاتية.
من جهتها قالت الفنانة اللبنانية تقلا شمعون إن تطور صناعة الدراما في الوطن العربي يحتاج إلى «رأس مال داعم» موجهة الدعوة للحكومات العربية إلى الاستثمار في هذه الصناعة ومواجهة ما اعتبرته «اختراق» الدراما الغربية والشرقية لعقول أفراد المجتمع العربي.
ورأت شمعون أن هناك عائقا يواجه الدراما العربية ويتمثل ب»غياب المحتوى ذي النكهة العربية» مشيرة في الوقت ذاته إلى حاجة الدراما في المنطقة لتطوير أدواتها كاللغة والخطاب لجذب المشاهدين خاصة الشباب منهم.
وتوقعت أن تتجه صناعة الدراما العربية في المستقبل القريب نحو الإنتاج المشترك لمواجهة منصات البث الرقمية معربة عن الأمل أن تتمكن الدراما العربية يوما ما من إطلاع العالم على الواقع الحقيقي للحضارة العربية.
من ناحيته رأى الفنان الأردني زهير النوباني أن الفن العربي وتحديدا الدراما العربية يشهد «تراجعا كبيرا» في المستوى مشيرا إلى أن المنطقة العربية لديها من الإمكانات والإضاءات المبشرة «لكن غياب التخطيط وسوء الإدارة أثر على تطورها بل ساهم في تراجعها».
ودلل على كلامه أنه بعد مرور مئة عام تقريبا من بداية الفنون السينمائية والدرامية في المنطقة العربية «لم نتمكن من إيصال أعمالنا إلى العالم الغربي أو حتى دول العالم الثالث» موجها اللوم إلى الفنانين أنفسهم ومؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني.
وربط النوباني تراجع الدراما العربية بتراجع ميادين أخرى في المجتمع كالتربية والتعليم مطالبا الجهات المسؤولة بالالتفات أكثر نحو تطوير هذه القطاعات والبناء عليها.
فيما تحدثت الفنانة الأردنية نادرة عمران عن قيام بعض القنوات الفضائية الخاصة المنتجة للأعمال الدرامية بفرض شروطها وإملاءاتها على العمل «ما أفرغ قيمته الفنية وأذاب الخصائص الجميلة للانسان العربي».
وعزت عمران غياب العمل الدرامي الأردني عن الساحة العربية إلى ندرة الكتاب والنصوص المميزة إلى جانب غياب الرعاية الرسمية مبينة ضرورة إيلاء الفن الاهتمام اللازم من قبل الدولة واعتباره «واجهة ثقافية وحضارية» للبلد.
ويختتم مهرجان جرش للثقافة والفنون الذي غاب العام الماضي بسبب جائحة (كورونا المستجد) أنشطته الثقافية والفنية يوم الأحد المقبل.