اقتصاد

العراق يتجه لحضن الكهرباء الخليجية وآمال بأن يسترد عافيته الاقتصادية

• مشروع ربط كهرباء مع الخليج.. هل يغني بغداد عن استيراد الكهرباء والغاز من طهران؟

• البصرة ستكون أولى المحافظات المستفيدة من المشروع الصيف المقبل

يطمح العراق من خلال مشروع الربط الكهربائي مع دول الخليج العربي لسد جزء من حاجته من الطاقة الكهربائية. وكانت وزارة الكهرباء العراقية قد أبرمت في سبتمبر 2019 اتفاقية مع مجلس التعاون الخليجي لإنشاء خطين لنقل الطاقة الكهربائية بطول 300 كيلومتر، مقسمة على مسافتين، 80 كيلومترا داخل العراق و220 كيلومترا داخل دولة الكويت، حيث سيزود المشروع في حال إتمامه العراق بمئات الميغاوات من الطاقة الكهربائية.

ويسعى العراق لاستيراد الكهرباء من تركيا شمالا التي وصل المشروع معها إلى نسب إنجاز كبيرة، إضافة إلى الربط الكهربائي مع الأردن من الغرب، وفقاً لـ «للجزيرة نت».

الربط الخليجي

بالنسبة لمشروع الربط الخليجي وإنشاء الخط الناقل بين محطة الفاو في البصرة جنوبي العراق ومحطة الزور في الكويت، أكد المتحدث الإعلامي باسم وزارة الكهرباء العراقية أحمد العبادي تحقيق العراق مستلزمات الربط كاملا من جهته، مرجحا بدء العمل الفعلي وتلقي الطاقة في صيف 2022.

وحول إمكانية استغناء العراق عن استيراد الغاز والطاقة من إيران، استبعد العبادي ذلك في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن الربط الخليجي سيوفر نحو 500 ميغاوات من الكهرباء للعراق.

وأوضح أن إنتاج العراق من الطاقة الكهربائية يبلغ الآن نحو 21 ألفا و145 ميغاوات، والمستورد من الخليج سيكون نحو 500 ميغاوات، في حين أن حجم الحاجة المحلية للكهرباء تربو على 35 ألف ميغاوات.

الغاز غير المُستغل

وتفيد بيانات البنك الدولي بأن العراق يحرق ما يزيد على 17 مليار متر مكعب من الغاز المصاحب للنفط سنويا، ليحتل المرتبة الثانية بعد روسيا.

ويرجع الخبير في شؤون النفط والغاز حمزة الجواهري سبب عدم استثمار الغاز المصاحب في تشغيل محطات الطاقة الكهربائية إلى جهات عراقية تسعى لإبقاء البلاد مستوردا للغاز.

وقال الجواهري إن تلك الجهات التي سماها بـ”الدولة العميقة”، تقف عائقا أمام استثمار الغاز المصاحب الذي يحرق يوميا ويكبد الدولة خسائر مالية بملايين الدولارات لمصالحهم الشخصية ومصالح الدول التي تدعمهم.

مستحقات الواردات الإيرانية

ولم تفلح محاولتنا في التواصل مع السفارة الإيرانية في بغداد للحديث عن حجم الديون بذمة العراق نتيجة استيراد الغاز والطاقة من إيران.

ولا توجد بيانات رسمية حول الحجم الحالي للديون المستحقة لإيران من العراق مقابل استيراد الغاز والكهرباء، ولكن على مدار العامين الماضيين وحسب تقدير الجواهري فإنها قد تصل إلى 3 مليارات دولار.

وعن تلك الديون وطريقة تسديدها، أوضح العبادي أنه تم إرسال وفود حكومية للتباحث مع إيران لجدولتها.

ويضيف المسؤول الحكومي أن وزارة الكهرباء العراقية مستعدة لتسديد جميع المستحقات الإيرانية المالية التي تكون واجبة الدفع عن قيمة قرض مجهز حالي، مع مراعاة أن الإطلاقات الغازية من إيران تراجعت من 50 مليون متر مكعب يوميا إلى 8.5 ملايين متر مكعب، وهو ما أدى لتقليل ساعات التجهيز الكهربائي للعراقيين.

البصرة أول المستفيدين

وبالعودة للحديث عن مشروع الربط الخليجي، اعتبره الباحث في الشأن الاقتصادي العراقي يوسف النبهاني من أهم المشاريع التي سعت لتنفيذها الحكومة العراقية، محددا أهميته في إنه لن يكون لاستيراد الطاقة للعراق وحسب وإنما خلق موثوقية واستقرارية كبيرة للشبكة الوطنية للكهرباء في العراق.

وعن الفوائد الاقتصادية التي ستعود على العراق من هذا الربط، أوضح النبهاني أنه سيجعل العراق على المدى البعيد ممرا للطاقة بين شرق قارة آسيا ودول شرق أوروبا.

ويشير الباحث الاقتصادي إلى أن العراق سيستورد الكهرباء بأسعار مخفضة حيث ستكون سعر الوحدة الكهربائية 2 سنت أقل من سعر الوحدة المستوردة من إيران البالغة 9 سنتات.

النبهاني كشف عن أن محافظة البصرة جنوبي العراق ستكون أولى المحافظات المستفيدة من مشروع الربط الخليجي في صيف العام 2022.

وختم بالقول إنه في حال توفرت الطاقة من هذا المشروع ستعود عجلة الحياة في البصرة العاصمة الاقتصادية للعراق وتعمل المعامل والمصانع، مع تفعيل كافة القطاعات الأخرى.

الآمال الشعبية

ويأمل الصحفي العراقي أحمد عماد سلمان بعهد جديد للطاقة الكهربائية في البلاد من خلال مشروع الربط الخليجي للفكاك من ظلمة أيام العراقيين خلال أيام السنة دون كهرباء.

وأعرب سلمان عن أمله أن ينعكس اكتمال المشروع على دعم الاقتصاد العراقي وأن يسترد عافيته ويسهم بدعم حركة السوق والتبادل التجاري.

زر الذهاب إلى الأعلى