منوعات

رقابة الأسر لسلوك الأبناء ضرورة قصوى لحمايتهم من الانزلاق في هاوية المخدرات

(كونا) – لعلم النفس السلوكي دور بارز في ملاحظة التصرفات الخارجة عن المألوف والدالة على طبيعة حياة المدمنين على المواد المخدرة والمؤثرات العقلية وأكثرها شيوعا مثلا الإنفاق المفرط للأموال وسط سعيهم بكل الطرق والوسائل للحصول عليها بأي شكل.

وعلاوة على تصرفات تتعلق بالسلوك الحاد والمفرط والعنيف والخروج عن مسار الحياة السليمة والصحية يعتبر اكتشاف فقدان المال أو أي من المتعلقات المنزلية بصورة متكررة وخصوصا الثمينة وذات القيمة مادية العالية كالمجوهرات أو ماشابه إشارة مهمة ربما لوجود مدمن في منزل الأسرة.

فكثير من الحالات تكشفت عن لجوء كثيرين من المدمنين إلى السرقة من منزل أسرته قبل أن يتجه لاحقا إلى السرقة من الأشخاص والمؤسسات والمحال التجارية وقد يرتكب جرائم عدة من أجل الحصول على تلك السموم.

وأثبتت حالات متعددة لمتعاطين أن المدمن يمارس الكذب وتتضارب أقواله وتظهر عليه بعض أعراض الخداع ولا يتردد في ممارسة الاحتيال والنصب ولا يستطيع مواجهة الواقع ولا يتكيف مع نفسه ويتجنب قول الحقيقة ويستمر كذبه بلا مبرر لأنه مدفوع للكذب حتى يستمر في تعاطي المخدرات.

ويميل الشخص المدمن للعزلة والانطواء والوحدة ويصاب بالانسحاب والرهاب الاجتماعي الناتج عن الشعور بعدم رغبة الآخرين فيه والإدمان بحد ذاته مرض يسبب العزلة للمدن ويحجبه عن المجتمع.

كما أن هذه الأنماط من العزلة العاطفية تجعله يشعر بأنه سجين أقنعته دون أمل وكلما استمر في عزلته تكون الفرصة مستمرة لزيادة إدمانه وتماديه ويظهر ذلك في صورة الاستمرار في تعاطي المزيد من المخدرات وعمل أشياء تخدم جانب إدمانه فقط.

كما يحتاج المدمن بسبب التعاطي إلى تكوين صداقات جديدة وفي الغالب هؤلاء الأشخاص غير معروفين وغير مألوفين ويصاحب ذلك تغير في السلوك لذلك على كل أسرة أن تراقب سلوك الأبناء باعتبار ذلك ضرورة قصوى ويجب أن تفتح معهم حوارا مباشرا لتدارك أي علاقات مشبوهة قد تؤدي لارتكاب أي جريمة ومنها تعاطي المخدرات.

ويعتبر إدمان المخدرات أمرا سريا جدا لدى المدمنين عموما فيسعى هؤلاء إلى الحصول على المخدرات بسرية تامة بهدف إخفاء إدمانهم لهذه السموم عن الناس خصوصا أفراد الأسرة المقربين او زملاء العمل.

ومن أهم علامات ادمان المخدرات هو الغياب المستمر وغير المبرر للمدمن فقد يختفي ساعات أو حتى عدة أيام بدون أي عذر واضح لأنه يبحث عن مكان خاص أو جلسة لتعاطي الجرعات اللازمة من العقاقير المخدرة.

وفي هذا الشأن قال ضابط الإدارة العامة لمكافحة المخدرات المقدم محمد العارضي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الجمعة إن الأسرة والمجتمع لهما دور فعال في احتواء المدمن ومساعدته بكل الطرق لكي يرجع فردا سويا لأن ما يعانيه هو مرض يحتاج إلى العلاج والدور الواجب على الأسرة أن تسانده وتقف بجانبه حتى يشفى من هذا المرض.

 

وأكد العارضي حرص الإدارة العامة لمكافحة المخدرات على مساعدة كل أسرة ابتليت بمدمن للمخدرات او المؤثرات العقلية أو الخمور وتوجيهها للطريق الصحيح لتجنب المساءلة القانونية.
وأضاف أن رقابة الأسرة للأبناء أمر مهم وضروري لحمايتهم من الوقوع في المشكلات أو تعاطي المخدرات من باب الفضول أو التجربة.

ودعا جميع الأسر إلى عدم التردد بالاتصال على الخط الساخن 1884141 عند الضرورة والذي يعمل لخدمة الجميع لتقديم المساعدة الإنسانية ولحماية الأبناء من آفة المخدرات.

زر الذهاب إلى الأعلى