محللان نفطيان: قرار تمديد خفض الإنتاج حتى نهاية 2024 يستهدف تعزيز الاستقرار
(كونا) – قال محللان نفطيان كويتيان إن قرار تحالف «أوبك+» الصادر الأحد بتمديد الخفض الطوعي للإنتاج وتعديل خطوط أساس إنتاج دولها حتى نهاية عام 2024 يستهدف تعزيز استقرار وتوازن الأسواق النفطية.
ورأى المحللان أن هذا القرار يؤكد تماسك دول «أوبك+» بإطار إعلان التعاون الموقع في 10 ديسمبر 2016 وحرصها على المتابعة المستمرة لأوضاع سوق النفط العالمية عن كثب ومستويات إنتاج النفط لاتخاذ أي قرار يضمن ويكفل استدامة واستقرار الأسواق.
وقال الخبير النفطي الدكتور عبدالسميع بهبهاني إن قرار «أوبك+» بتمديد خفض الانتاج متوقع لسببين أساسيين هما زياده الانتاج من خارج دول «أوبك+»، والذي بلغ نحو 1.9 مليون برميل يوميا، لافتاً إلى أن هذه الزيادة أتت معظمها من الولايات المتحده وكندا والبرازيل وغينيا نظراً لزيادة الاستكشافات والإنتاج.
وأوضح أن السبب الثاني زيادة المخزونات التجارية في بعض الدول المستهلكة بنسبة 60 في المئة، وذلك نتيجة «رأفة الشتاء السابق حيث لم يكن بالقسوة التي كانت متوقعة مما خفض من عملية استهلاك المخزونات التجارية وحتى الاستراتيجية».
وبين أن تخفيض «أوبك+» كان متوقعاً حيث أن زيادة الانتاج من خارج «أوبك+» وارتفاع المخزونات للدول المستهلكة «خلقتا حالة من عدم التوازن في السوق النفطي وهو ما استغله مضاربو أسواق المال والذي أدى بدوره إلى تذبذب حاد في الأسعار».
وذكر أن «قرار السعودية بخفض إنتاجها بمقدار مليون برميل يوميا إضافي اعتباراً من يوليو المقبل يصب في الصالح العام للاسواق العالمية ويدعم استقرارها».
بدوره قال المحلل النفطي الكويتي أحمد كرم إن اسعار النفط لا زالت تتأرجح عند مستويات منخفضة عند 70 دولاراً للبرميل حتى بعد تطبيق خفض الانتاج الطوعي الأخير من دول أعضاء «أوبك+».
وذكر كرم أن استمرار الأسعار المنخفضة يؤثر سلبا على الدول المنتجة وخاصة الدول التي تعتمد اعتماداً كلياً على الإيرادات النفطية في موازناتها العامة مشيراً الى «أن قرار الخفض الطوعي للانتاج لم يأت بثماره بعد بل على العكس ثبت أسعار النفط على مستوياتها الحالية».
وتابع أن قرار «أوبك+» بتمديد خفض الانتاج حتى نهاية 2024 يدعم استقرار أسعار النفط عند المستويات المطلوبة ويحد من تذبذبها.
وذكر أن أسعار النفط ستستمر في الوقت الحالي على ما هي عليه إلى أن يبدأ تأثير الخفض الاضافي الطوعي المقرر من السعودية في الشهر المقبل متوقعا ارتفاع أسعار النفط في شهري يوليو وأغسطس المقبلين وخاصة مع دخول موسم الصيف والسفر.
وأوضح أن مستويات الأسعار الحالية هي نتيجة للتخوفات والعوامل الاقتصادية المتدنية لافتا إلى أن هناك توقعات بانخفاض معدلات النمو الاقتصادية للدول الصناعية لاسيما الصين وأمريكا ودول الاتحاد الأوروبي.
وكان وزراء نفط تحالف «أوبك+» اتفقوا في فيينا الأحد على تمديد الخفض الطوعي للإنتاج وتعديل خطوط أساس إنتاج دولها حتى نهاية عام 2024.
وجاء في البيان الختامي الصادر عن دول التحالف أنه سيتم ضبط المستوى الإجمالي لإنتاج النفط الخام للدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» والدول غير الأعضاء في المنظمة إلى 40.46 مليون برميل يومياً اعتباراً من 1 يناير 2024 حتى 31 ديسمبر 2024.