الكويت تؤكد تواجدها الدائم والأبدي بالصفوف الأولى لمناصرة القضية الفلسطينية
الشيخة جواهر الدعيج: الكويت تُرحب بالتأييد المتزايد للاعترافات الرسمية بدولة فلسطين
• أهمية السعي لإصدار مذكرات توقيف بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ووزير الدفاع لارتكابهما جرائم حرب
(كونا) – أكدت دولة الكويت اليوم الاثنين تواجدها الدائم والأبدي في الصفوف الأولى لمناصرة القضية الفلسطينية حتى ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه وعدم توانيها عن مد يد العون له والاستمرار بدعمه في ظل ما يتعرض له من ظلم وعدوان من الاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك في كلمة دولة الكويت التي ألقتها مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان السفيرة الشيخة جواهر إبراهيم الدعيج الصباح في الحدث رفيع المستوى حول (حكم محكمة العدل الدولية الخاصة بشأن غزة) في الدورة العادية الـ 23 للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي بمقر المنظمة في جدة.
وأكدت السفيرة مواقف حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وسمو ولى العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظهما الله ورعاهما وشعب الكويت مبينة أن دولة الكويت رحبت «بشدة» بقرار محكمة العدل الدولية الأخير الذي يأمر الاحتلال الإسرائيلي بالإيقاف الفوري لعملياته العسكرية في مدينة (رفح) الفلسطينية.
وشددت على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2720) والسماح بايصال المساعدات الإنسانية بطريقة آمنة دون عوائق وتهيئة الظروف اللازمة لايقاف إطلاق النار في غزة مضيفة ان هذا القرار جاء ليؤكد أن العالم يشهد «فاجعة إنسانية» في الأراضي الفلسطينية لم يشهد مثلها من قبل.
واشارت الى تقديم دولة الكويت في 27 يوليو 2023 و22 فبراير الماضي مرافعتان خطية وشفهية على التوالي أمام محكمة العدل الدولية في (لاهاي) لإصدار رأيها الاستشاري حول العواقب القانونية الناشئة عن انتهاكات الاحتلال للأراضي الفلسطينية المحتلة بموجب طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة من المحكمة.
ولفتت السفيرة إلى ترحيب دولة الكويت بالتأييد المتزايد للاعترافات الرسمية بدولة فلسطين وبالدعم المتعاظم الذي يحظى به مشروع عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة مشيرة إلى تقديمها عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية حتى ابريل الماضي حوالي 200 مليون دولار تم تخصيصها لتمويل مشروعات حيوية في قطاع غزة.
واشارت الى مواصلة دولة الكويت دعمها جهود المنظمات الدولية في إطار الأوضاع المأساوية التي تعيشها غزة لاسيما من خلال دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمبلغ 30 مليون دولار أمريكي للقيام بدورها الإنساني.
ولفتت الى إطلاق الكويت جسر جوي بلغ عدد طائراته أكثر من 50 طائرة وتقديمها أكثر من 100 قافلة إغاثية برية وبحرية محملة بمستلزمات إغاثية ومواد إيوائية.
وأوضحت ان دولة الكويت استضافت أيضا المؤتمر التاسع للشراكة الفعالة لأجل عمل إنساني أفضل والذي رعاه سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء في 12 مايو الماضي بهدف رصد واقع الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة واقتراح الحلول المثلى لسد تلك الاحتياجات من خلال حشد جهود المنظمات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة لإدارة عملية تدخل إنساني فعال في القطاع.
واكدت السفيرة حرص وزير الخارجية عبد الله اليحيا على رعاية المؤتمر الإقليمي (المرأة العربية والسلام والامن) الذي نظمه الاتحاد الكويتي للجمعيات النسائية لبحث مدى تطبيق قرار مجلس الأمن رقم (1325) في المنطقة العربية وخاصة في غزة.
وذكرت ان وزارة الخارجية الكويتية دعمت أيضا في فبراير الماضي البازار الخيري الذي نظمته جمعية الهلال الأحمر الكويتية دعما لأطفال قطاع غزة الذين يتعرضون لعدوان وحشي منذ 7 أكتوبر الماضي.
ولفتت الى المشاركة الكبيرة التي شهدها البازار من مؤسسات وشركات كويتية فضلا عن مشاركة 60 سفارة معتمدة لدى دولة الكويت بالإضافة إلى الحملات الشعبية لمساعدة الأشقاء في فلسطين عبر إطلاق الحملة الوطنية تحت اسم (فزعة لفلسطين).
واشارت الى أهمية النظر في عدد من التوصيات الرامية إلى تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في قطاع غزة ومنها تشجيع دول العالم التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين سرعة اتخاذ هذا القرار لما فيه من مصلحة في نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة.
ولفتت السفيرة إلى اهمية السعي لإصدار مذكرات توقيف بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ووزير الدفاع لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فمن الضروري محاسبة كل من ارتكب جرائم «باعتبار أن ذلك هو الطريقة الوحيدة لإيقاف تكرار دورات العنف التي تشمل الاعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني».
وناقش المشاركون في الحدث رفيع المستوى الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة معربين عن رفضهم لهذه الاوضاع والعمل على الايقاف الفوري لإطلاق النار وضمان المرور الآمن للمساعدات الكافية لدخول قطاع غزة وإعادة الإعمار وتهيئة المسار الموثوق للسلام العادل والمستدام بما يضمن منح الفلسطينيين الحق في حياة كريمة.
وأكد المشاركون في الحدث ضرورة البناء على «الحكم التاريخي» لمحكمة العدل الدولية بشأن غزة وحسن الاستفادة منه بهدف ممارسة أقصى الضغوط الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية الممكنة على الاحتلال الإسرائيلي لايقاف عدوانه غير المسبوق على الشعب الفلسطيني.
وانطلقت أعمال الدورة العادية ال23 للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي يوم أمس الاحد بمقر المنظمة في (جدة) بمشاركة دولة الكويت وستستمر أعمالها حتى الرابع من يوليو الحالي.
وترأس وفد الكويت المشارك في الدورة مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان السفيرة الشيخة جواهر إبراهيم الدعيج الصباح الى جانب مشاركة المستشار في مندوبية دولة الكويت لدى منظمة التعاون الإسلامي تركي الديحاني ومشاركة الملحق الدبلوماسي مها الكليب والملحق الدبلوماسي من ادارة شؤون حقوق الانسان في وزارة الخارجية جنى الظفيري.
ويضم جدول أعمال الدورة حلقات نقاشية عادية ومغلقة لعدد من الموضوعات المختلفة في حين سيصدر التقرير الختامي يوم الخميس المقبل.