ممثل سمو الأمير: الكويت ساهمت بـ 327.4 مليون دولار لتعزيز الأمن الصحي العالمي
(كونا) – قال ممثل حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ان العالم ما زال يصطبغ بألوان الحداد الذي خطتها جائحة (كوفيد-19) هذا الوباء ذي الطابع العالمي الذي اتصف بالقدرة التدميرية في إحداث الضرر وانتفاء الانتقائية في حصد أرواح البشر.
وتابع سموه "انه بمرور عابر على الأرقام والإحصائيات الدولية المسجلة سنلحظ حجم الندوب التي ستبقى حاضرة ولمدة طويلة في وجدان الضمير العالمي فمن أعداد الضحايا والذي تجاوز أكثر من 7ر4 مليون نسمة ومن الإصابات المسجلة لأكثر من مئتين وواحد وثلاثين مليون حالة مؤكدة وما حملته من أعباء لا تطاق وقعت على كاهل القطاعات الصحية والعاملين فيها والذين يستحقون منا وقفة إجلال وتقدير على صمودهم في خط الدفاع الأول رغم الأهوال التي هددت بانهيار العديد من المنظومات الصحية حول العالم".
واشار سموه الى تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي بسبب تعثر خطوط الإمدادات والذي أتى كنتيجة متوقعة للانكماش والركود الاقتصادي الحاد الذي لم يواجهه العالم منذ أكثر من تسعين عاما وتدني الخدمات التي تقدمها القطاعات التعليمية وبشكل خاص في الدول النامية والأقل نموا وبصورة باتت تهدد أكثر من أي وقت مضى بتراجع المكاسب المحققة وبشطب الإنجازات المسجلة لأهداف التنمية المستدامة.
وبين سموه ان المتتبع لوقائع التاريخ سيجد أن الأوبئة رغم جسامة آثارها لعبت أدوارا مفصلية باعتبارها محفزا رئيسيا للتغيير وإعادة البناء نحو الأفضل على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومن هذا المنطلق فقد كانت جائحة (كوفيد-19) بمثابة مرآة للعالم.
واضاف سموه ان هذه المرآة عكست خلالها أوجه الضعف وأظهرت مواطن الخلل والتي تجلت في مظاهر مزمنة عدة منها ارتفاع معدلات الجوع والفقر وطول أمد النزاعات والتطور غير المنضبط للتكنولوجيا الحديثة وتداعياته على الأمن السيبراني وتفشي آفة الإرهاب واستفحال ظاهرة التباين والتفاوت البنيوي والهيكلي بين الدول والذي أسهم في اتساع الفجوات بينها كل هذه التحديات وأكثر وضعت العمل الدولي المتعدد الأطراف أمام محك يتسم بالمصيرية بين قابلية الاستمرار أو الجمود و الانحسار.
وتابع سموه "لعل من أهم الإنعكاسات الإيجابية للتغيير والتي عمدت الجائحة على إبرازها تمثلت في ظهور أنماط حديثة من الإبداع والابتكار والتكيف ساهمت في خلق استجابات سريعة وأشكالا متقدمة للتعاون داخل المجتمعات ذاتها أو فيما بين الدول إضافة للطفرة العلمية البحثية التي تجسدت في السباق نحو دحر الوباء عبر إنتاج اللقاحات المتعددة والتي أثبتت فعاليتها على إحداث التحصين المطلوب من الناحية التطبيقية بنسب مشجعة".
واشار سموه الى "ان الرهان على قدرة المجتمع الدولي في الاستغلال الأمثل لهذه الأزمة لإحداث التحول للأفضل لعالمنا يكمن في السعي الجاد لضمان تحقيق التعافي المستند على أسس منصفة ومستدامة لا يتخلف فيها أحد عن الركب".
وشدد سموه على ان الوصول إلى مبتغى التعافي يتطلب البدء بخطوات عدة من أهمها إيلاء الاستثمار في البنى التحتية للبيانات والمعلومات أولوية حاسمة ذلك لأن توافر الأدلة المستندة على التقنية الرقمية سيسهم في تحسين عمليات اتخاذ القرار للبرامج والسياسات الهادفة إلى تعبئة الموارد وإعادة البناء بعد تجاوز الأزمة في سبيل حماية المجتمعات من أزمات مستقبلية مماثلة إلا أن الخطوة الأبرز والأكثر إلحاحا تكمن في إيجاد وتيرة توزيع عالمي عادل وآمن لكل الدول للحصول على اللقاحات للوصول إلى مستويات التحصين الشاملة.
وقال سموه "ان دولة الكويت حققت إحدى أعلى النسب العالمية المسجلة في توفير اللقاحات وذلك بنسبة وصلت الى 72 في المئة للمواطنين والمقيمين على حد السواء وكذلك القدرة في الحفاظ على منظومتها الصحية من التداعي وتواصل بلادي تدعيم الجهود الدولية لمكافحة وباء (كوفيد-19) حيث بلغ إجمالي مساهماتها حوالي ثلاثمئة وسبعة وعشرين مليون وأربعمئة ألف دولار كان آخرها تقديم مبلغ أربعين مليون دولار لتحالف (جافي) ومبادرة منشأة (كوفاكس) وذلك سعيا منها لتعزيز الأمن الصحي العالمي وتحصينه.