وكالة الأدوية الأوروبية تشير إلى وجود «صلة محتملة» بين لقاح جونسون آند جونسون وحالات تجلط دموي نادرة
اعتبرت وكالة الأدوية الأوروبية أن التجلط الدموي يجب أن يدرج كأثر جانبي “نادر جدا” للقاح جونسون اند جونسون المضاد لفيروس كورونا الذي تبقى منافعه أكبر من مخاطره.
وقالت الهيئة الأوروبية الناظمة للأدوية في بيان إنها وجدت “رابطا محتملا” بين اللقاح والتجلط الدموي وإن لجنة السلامة التابعة لها “خلصت إلى أن حالات كهذه يجب أن تدرج كأثر جانبي نادر جدا للقاح”، وفقاً لـ «يورونيوز».
يُعد هذا القرار مهما للغاية لأن العديد من الدول الأوروبية من بينها فرنسا، تعتمد على هذا اللقاح لتسريع حملة التطعيم.
وازدادت الشكوك على جدوى اللقاح بعد أن أوصت السلطات الصحية الأمريكية الثلاثاء الماضي “بتعليق” استخدام هذا اللقاح الذي طورته شركة جونسون آند جونسون بهدف تقييم الروابط المحتملة بين اللقاح وحالات التجلط الدموي الخطرة لدى عدة أشخاص في الولايات المتحدة.
توقع المستشار الطبي للبيت الأبيض أنتوني فاوتشي الأحد أن يُسمح باستخدام اللقاح من جديد، مع احتمال أن يكون ذلك مصحوبا “بقيود”، متوقعاً اتخاذ قرار بحلول يوم الجمعة.
وقال “أعتقد أن (التلقيح) سيُستأنف، ربما مع قيود. أنا غير متأكد ما إذا ستكون متعلقة بالسنّ أو الجنس أو أن اللقاح سيكون مصحوبا بتحذير فقط”.
في هذه الأثناء، فُرض إغلاق على السكان في نيودلهي لمدة أسبوع اعتبارًا من مساء الإثنين لاحتواء الارتفاع في عدد الإصابات الذي يهدد بتجاوز طاقة استيعاب المستشفيات.
وقال رئيس حكومة العاصمة أرفيند كيجريوال عبر التلفزيون “إن النظام الصحي في دلهي على وشك الانهيار. إذا لم نفرض الإغلاق الآن، فإننا نتجه نحو كارثة أكبر”.
ولكن طموح السلطات الهندية بتطعيم جميع السكان البالغين في البلاد يعوقه نقص مخزون اللقاح، علما أن البلاد سجلت الإثنين رقما قياسيا جديدا من الإصابات بلغ 273,810 إصابات خلال 24 ساعة، متجاوزة عتبة 200 ألف إصابة لليوم الخامس على التوالي.
وفي الولايات المتحدة، تتواصل حملة التطعيم بسرعة كبيرة رغم تعليق استخدام لقاح جونسون أند جونسون الثلاثاء إثر اكتشاف ست حالات لنساء أُصبنَ بجلطات دموية خطيرة وتوفيت إحداهنّ.
تمكن نحو 50,4% من الأمريكيين الذين تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة من تلقي جرعة لقاح واحدة على الأقل، فيما تلقى 32,5% جرعتين خصوصاً مَن تتجاوز أعمارهم الخامسة والستين، وفق ما أعلنت الأحد الوكالة الفدرالية للصحة العامة في البلاد.
في المجمل، أُعطيت جرعة واحدة على الأقل لأكثر من 131,2 مليون شخص وتعتزم السلطات السماح اعتباراً من الإثنين لجميع المواطنين بتلقي اللقاح.
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء في مقطع فيديو نشره البيت الأبيض أن “هناك ما يكفي من اللقاحات، يتعين عليكم حماية أنفسكم وجيرانكم وعائلتكم” مضيفا “لذا خذوا اللقاح من فضلكم”.
وبسبب ارتفاع عدد الإصابات بشكل حاد، ألغى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون زيارته الرسمية التي كانت مقررة للهند في نهاية أبريل.
كذلك منعت الحكومة البريطانية دخول المسافرين الوافدين من الهند إلى أراضيها باستثناء المقيمين في المملكة المتحدة الذين عليهم تمضية فترة حجر في الفندق.
لا يزال الوضع هشاً في أوروبا، حتى لو أن بعض الدول التي تتعرض لضغط كبير بسبب تذمر الرأي العام حيال التدابير المفروضة، تستعدّ لتخفيف بعض القيود الصحية.
وسيحصل ذلك هذا الأسبوع بدرجات متفاوتة في سويسرا وبلجيكا وسلوفينيا وسلوفاكيا وموناكو والبرتغال والدنمارك.
وكذلك باشرت البرتغال الإثنين المرحلة الثالثة من رفع الإغلاق الذي بدأ قبل شهر تدريجا، مع إعادة فتح مراكز التسوق والمساحات الخارجية للمقاهي والمطاعم والمسارح والمدارس الثانوية والجامعات.
في سلوفاكيا، رُفع الإثنين الإغلاق الذي دام أربعة أشهر، مما دفع السكان المبتهجين إلى الخروج بكثافة إلى الشارع.
في اليونان، رُفع الحجر الصحي الإلزامي لمدة سبعة أيام للوافدين من الاتحاد الأوروبي ومنطقة شينغن وبريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل وصربيا ودولة الإمارات، إذا تلقوا جرعتين من اللقاح أو كانت نتيجة اختبار فيروس كورونا لديهم سلبية.
كما تم تخفيف التدابير في المحيط الهادئ حيث بدأ العمل الاثنين بإجراء جديد يسمح لمواطني أستراليا ونيوزيلندا بالسفر من دون حجر صحي بين البلدين اللذين يسجلان بيانات جيدة للوباء.
وتعمل دول عدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ على مشاريع مماثلة.
رغم أن أعداد الوفيات لا تزال مرتفعة في البرازيل وانتشار نسخة متحوّرة من الفيروس أكثر فتكا من الفيروس الأصلي، أعادت ريو دي جانيرو فتح الحانات والمطاعم مطلع أبريل وتستعدّ لفتح الشواطئ الإثنين.
في المجمل، أودى الوباء بحياة أكثر من 374 ألف شخص خلال أكثر من عام بقليل في البرازيل التي تحتوي على 212 مليون نسمة، فيما يعتبر الخبراء أن الأرقام الفعلية أعلى بكثير.
وأودى الوباء بحياة أكثر من ثلاثة ملايين شخص في العالم (3,020,765 وفاة)، بحسب تعداد أعدّته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية الإثنين حتى الساعة 10,00 ت غ.