خبراء: لا خطورة كبيرة من التهاب عضلة القلب بسبب اللقاحات عند المراهقين
قلل خبراء من خطورة التهاب عضلة القلب النادر لدى المراهقين الحاصلين على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، مؤكدين أن خطر هذه المشكلة القلبية بسبب مرض كوفيد-19 قد يكون أكبر.
يأتي ذلك بعد اعتماد الولايات المتحدة تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 11 عاما باستخدام لقاح فايزر-بيونتك.
والاثنين، أعلن البيت الأبيض أن إدارة بايدن تعمل على جمع وشحن ملايين جرعات اللقاح المضاد لفيروس كورونا المخصصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-11، فيما يتوقع أن يبدأ تطعيم هذه الفئة منتصف الأسبوع.
وقال اختصاصي أمراض القلب بمركز «ساوثويسترن» الطبي بجامعة تكساس في دالاس، جيمس دي ليموس، لصحيفة «نيويورك تايمز»، إن التهاب عضلة القلب المرتبط باللقاحات أقل تكراراً وشدة مقارنة بالمشكلة ذاتها لدى مرضى كوفيد-19، موضحاً أن العرض الجانبي النادر لا يبدو أنه يسبب ضرراً دائماً.
ويمكن لفيروس كورونا أن يصيب عضلة القلب، وكذلك بطانة الأوعية الدموية، مما يعرض القلب وأعضاء أخرى لخطر التلف طويل المدى. كما يمكن للفيروس أن يتسبب في ضعف القلب بدرجة كافية تتطلب عملية زرع، بل ويسبب أضرارا مميتة.
على النقيض من ذلك، فإن التهاب عضلة القلب الذي لوحظ بعد التطعيم خفيف ويمكن تجاوزه. وقال الدكتور دي ليموس: «إنه أمر مقلق، ولكنه نادراً ما يهدد الحياة».
بدوره، أشار خبير التهاب القلب لدى الأطفال بمستشفى «UPMC» للأطفال في بيتسبرغ، الدكتور بريان فينغولد، إلى أن كوفيد نفسه أكثر عرضة للإضرار بالقلب بشكل دائم. وأكد أن احتمال الإصابة بالتهاب عضلة القلب بسبب الفيروس أكبر مقارنة بالأسباب الناجمة عن التطعيم.
ينتج التهاب عضلة القلب عموما بسبب الإصابة بفيروس أو بكتيريا، ويسبب أعراضا مثل زيادة أو عدم انتظام في ضربات القلب، بالإضافة إلى ألم في الصدر وضيق التنفس.
عالميا، يصاب ما يقرب من 10 إلى 20 شخصا من بين كل 100 ألف شخص بالتهاب عضلة القلب كل عام، ولكن العديد من الأشخاص الآخرين يعانون من أعراض خفيفة وقد لا يتم تشخيصهم مطلقا.
وسُجلت في صفوف الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً أكثر من 1,9 مليون إصابة بكوفيد-19 منذ بدء تفشي الوباء في الولايات المتحدة، وأُدخلت أكثر من 8300 حالة من بينها إلى المستشفى وتوفي قرابة مئة طفل.
وكانت شركة موديرنا أعلنت، الأحد، أن المنظمين الفدراليين يراجعون البيانات المتعلقة بالصلة بين اللقاح المضاد لفيروس كورونا والتهاب عضلة القلب النادرة لدى المراهقين.
وأثار هذا التأثير الجانبي قلق مستشاري الوكالات الفدرالية في المداولات المتعلقة باستخدام لقاح فايزر-بيونتك للأطفال الأصغر سنا والمراهقين.
يعتقد الخبراء أن هذا العارض الجانبي يُفترض أن يكون نادرا أكثر لدى الأطفال الصغار مما هو لدى المراهقين. وبين ثلاثة آلاف طفل تلقوا اللقاح أثناء التجارب السريرية، لم تُسجّل أيّ حالة التهاب في عضلة القلب.
والثلاثاء، ستجتمع لجنة استشارية من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لبحث التوصيات التفصيلية المتلعقة بلقاح الأطفال من هذه الفئة العمرية.
ويختلف حدوث التهاب عضلة القلب بعد التطعيم حسب العمر والجنس والجرعة وفقا لعدد من الدراسات التي سلطت الضوء عن هذا العرض الجانبي. لكن الاتجاه – حتى الآن – يشير إلى أن احتمالات الإصابة بالتهاب عضلة القلب تكون أعلى بعد الجرعة الثانية من اللقاح الذي يستخدم تقنية الحمض النووي الرسول (mRNA) لدى المرضى الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و29 عاما.