ألمانيا تسجل وفيات وإصابات قياسي منذ تسعة أشهر
• «معهد روبرت كوخ»: لن نرى مدى سوء الموجة الرابعة إلا بحلول الربيع
• المستشفيات تحذر: وحدات العناية المركزة بلغت ذروتها
لأول مرة منذ أشهر، سجلت ألمانيا أرقاما مقلقة للغاية في عدد الوفيات، كما استمرت الإصابات في الارتفاع، وسط ضغط مستمر على وحدات الرعاية المركزة. من المنتظر أن تتخذ السلطات غداً الخميس إجراءات جديدة مشددة لمواجهة الجائحة.
وسجلت ألمانيا أعلى عدد وفيات يومي بفيروس كورونا منذ منتصف فبراير، اليوم الأربعاء إذ حذرت المستشفيات من أن عدد المرضى في وحدات الرعاية المركزة قد يصل إلى ستة آلاف بحلول عيد الميلاد، وهو ما يتجاوز ذروة بلغتها البلاد في الشتاء الماضي، وفقاً لـ «دويتشه فيله».
وذكر معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية أنه تم رصد 67.186 إصابة جديدة اليوم الأربعاء بزيادة 302 على أساس أسبوعي و446 وفاة في أعلى حصيلة يومية منذ 18 فبراير.
وذكر مكتب الصحة العامة في ولاية بادن فرتمبرغ أنه تم رصد أربعة مصابين بالسلالة أوميكرون الجديدة من فيروس كورونا في جنوب ألمانيا، على الرغم من تلقيهم جرعة التطعيم كاملة.
وعاد ثلاثة من المصابين من رحلة عمل في جنوب أفريقيا في 26 و27 نوفمبر تشرين الثاني، في حين كان الرابع أحد أفراد أسرة واحد منهم. ويعاني الأربعة من أعراض متوسطة.
وعقدت أمس المستشارة المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل مع المستشار المحتمل أولاف شولتس مشاورات مع رؤوسا حكومات الولايات لوضع الراهن لوباء كورونا في البلاد، وما إذا كان ينبغي فرض إجراءات مشددة على مستوى.
ومن المقرر أن يتم وضع اللمسات الأخيرة غداً الخميس على تدابير أشد صرامة للحد من تفشي العدوى، مثل القيود على اللقاءات الاجتماعية لغير الملقحين، حسبما أعلن شتيفن زايبرت المتحدث الحكومة الاتحادية. ودعا عدد من رؤساء وزراء الولايات الحكومة الاتحادية “للمسارعة بإطلاق” التطعيم الإجباري.
إلى ذلك ذكر رئيس معهد روبرت كوخ الألماني لمكافحة الأمراض، لوتار فيلر، أن المدى الكامل لموجة كورونا الرابعة في ألمانيا لن يتضح إلا عقب بضعة أشهر.
وقال فيلر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “لن نرى مدى سوء هذه الموجة الرابعة إلا بحلول الربيع”. وذكر فيلر أن فحوصات التبرع بالدم أو عينات فحص عشوائية للسكان ستظهر على سبيل المثال مدى ارتفاع نسبة الأشخاص الذين طوروا بالفعل أجساما مضادة للكورونا، وتقدير عدد الحالات غير المكتشفة بشكل أفضل.
وقال فيلر: “كلما ارتفعت نسبة الأشخاص الذين لديهم أجسام مضادة في الربيع، كان ذلك أفضل لنا”، وذلك في إشارة إلى التراكم المأمول للمناعة الأساسية بين السكان.
وأشار فيلر إلى أنه تم الآن تحقيق الكثير فيما يخص المناعة الأساسية مع العدد الكبير من الأشخاص الذين تم تلقيحهم بين السكان، وأضاف: “بالطبع لا يزال أمامنا طريق طويل”.