فتيات الجيش البريطاني يبلغن عن مستويات غير مسبوقة من التحرش الجنسي
كشف تقرير لموقع “فايس” عن عدد قياسي من حالات التحرش تعرضت له مجندات في الجيش البريطاني.
وأبلغت فتيات تحت سن 18 عاما، أنهن تعرضهن للاعتداء الجنسي وحتى الاغتصاب أثناء التدريب في العام الماضي، وفي السنوات الأخيرة، حسب الموقع، وفقاً لـ «الحرة».
يأتي ذلك، في الوقت الذي تسعى القوات المسلحة البريطانية بنشاط إلى تجنيد المزيد من النساء في صفوفها، وبينما يسود حديث عن المساواة بين الجنسين في صفوف الجيش.
وبعد سنوات من الصمت، تحدثت نساء ورجال تتراوح أعمارهم بين 20 و 70 عاما للموقع حول سوء المعاملة أثناء خدمتهم، وبعض حالات التحرش التي واجهوها.
وقال عدد منهم إنهم قرروا التحدث أخيرا “نيابة عن الشباب الذين يخدمون حاليا في القوات المسلحة” وفق ما نقل الموقع عنهم.
التقرير، كشف ضمن أمثلة عديدة، اتهام ثلاثة من أعضاء هيئة التدريس في كلية تدريب الجيش بالمملكة المتحدة، بارتكاب جرائم جنسية ضد الطلاب في العام الماضي.
وقال إن تجارب الأشخاص الذين اختاروا مشاركة قصصهم لأول مرة تتوافق مع البيانات المحدودة التي توفرها وزارة الدفاع البريطانية.
ووقعت معظم الاعتداءات عندما كان المراهقون مجندين جدد أو في سنواتهم المبكرة في الجيش.
وأدت حالات قليلة جدا إلى ملاحقة قضائية.
والمملكة المتحدة واحدة من دول قليلة في العالم، تسمح بتجنيد مراهقين بداية من سن 16 عاما، وأصغر الجنود هم الأكثر عرضة لسوء المعاملة.
الشبكة الدولية لحقوق الطفل (CRIN)، وهي مؤسسة بحثية، كشفت أن عدد التقارير عن تعرض القاصرين للاعتداءات الجنسية والاغتصاب ارتفع بمقدار عشرة أضعاف، من 1 في عام 2015 إلى 10 في العام الماضي.
وخلال العام الماضي وحده، زاد هذا الرقم خمسة أضعاف تقريبا.
وبحسب أرقام هذا العام ، حددت الشرطة العسكرية 47 مراهقا ومراهقة دون سن 18 عاما على أنهم ضحايا اعتداء جنسي واغتصاب، بما في ذلك 37 فتاة و 10 فتيان، حسبما قال وزير الدولة البريطاني لشؤوون الدفاع ليو دوشيرتي للبرلمان.
ذات المعطيات كشفت بأن أكثر من واحدة من كل 10 فتيات تم تجنيدهن قلن إنهن تعرضن للاعتداء.
وأعضاء الخدمة، بما في ذلك القصر، ملزمون بأمر تحفظ يمنعهم من التحدث إلى وسائل الإعلام.
وعلى الرغم من أن المحاربين القدامى ليسوا ملزمين رسميا بالتحفظ، إلا أن ثقافة الحفاظ على أسرار الدولة تستمر معهم، يقول التقرير.
ويظهر تحقيق برلماني، ومراجعة قضائية، والإحصائيات والأبحاث التي أصدرتها وزارة الدفاع، هذا العام، حجم أزمة الاعتداء الجنسي التي تزداد سوءا بالنسبة إلى المجندين الأصغر سنا والأكثر ضعفا” على حد تعبير موقع “فايس”.
العريف آر، 39 سنة، مجندة قديمة أنهت مأموريتين في أفغانستان، إحدى الناجيات من تلك الانتهاكات.
آر قالت في حديث للموقع إنها التحقت بالطلاب في سن 13 وتوجهت مباشرة من هناك إلى الجيش في سن 17 عامًا.
وكشفت أن التحرش الذي تعرضت له بدأ أولا بالاستهزاء، مثل حديث الضابط المسؤول عنها عن “ثديها الكبير”، ثم تطور الأمر إلى حملة للاعتداء والتحرش الجنسي لمدة عامين، وفق تعبيرها.
آر قالت “أود أن أقول إن 75 في المائة من تلك الاعتداءات كان يتم دائما أمام الناس، لقد كان المنتهك رقيبا، لذلك لا يمكن لأي شخص أن يقول له أي شيء “.
وكشفت أنها بدأت في الشرب بكثرة، لنسيان ما يحصل لها، وفي وقت من الأوقات تناولت جرعة زائدة من المسكنات وكادت أن تموت.
آر قالت إنها “أُجبرت” في النهاية على الإبلاغ عن قائدها، بعد أن “ رفض طلب الإجازة الذي تقدمت به.
وبعد التحقيق معه ومحاكمته عسكريا، أظهرت وثائق أن التهم العديدة بالاعتداء والتحرش الجنسي قد تم تخفيضها إلى تهمة تحرش جنسي واحدة.
وأقر المعتدي بالذنب وحكم عليه بتخفيض رتبته وسجنه ستة أشهر في سجن عسكري.