محليات

وزارة النفط والمعهد الدبلوماسي ينظمان ورشة عمل خليجية حول المناخ والطاقة بحضور وزير النفط

الرومي: نجاح الورشة يعكس مهنية فريق العمل ودعم الكويت للجهود المشتركة

(كونا) – نظمت وزارة النفط ومعهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي وبالتنسيق مع الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم الأحد ورشة عمل خليجية بعنوان (تعزيز الرسالة الخليجية في قضايا الطاقة والمناخ) بحضور وزير النفط طارق الرومي.
وأعرب الوزير الرومي في تصريح للصحفيين عقب الورشة عن بالغ اعتزازه بانعقاد هذه الورشة الخليجية في دولة الكويت مؤكدا أن نجاحها يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة النفط والمعهد الدبلوماسي في الإعداد والتنظيم وما يتحلى به فريق العمل من مهنية والتزام.
وأشاد الرومي بما شهده البرنامج من مداخلات نوعية ومحتوى علمي يرسخ مكانة دول مجلس التعاون كمحور رئيس في صياغة الخطاب المرتبط بالطاقة والمناخ مؤكدا دعم الوزارة الكامل لمثل هذه المبادرات التي تعزز حضور الكويت وتدفعها نحو تطوير منظومة العمل المشترك في قضايا الطاقة.
وبدوره قال مساعد وزير الخارجية لشؤون معهد سعود الناصر الدبلوماسي السفير ناصر الصبيح في كلمته خلال الورشة إن الورشة تعقد في ظل واقع دولي يشهد تحديات متزايدة على الدول المنتجة للنفط والغاز ويزيدها تعقيدا التحولات العالمية العميقة في ملف الطاقة والمناخ حيث تتعرض لضغوط متنامية واتهامات غير منصفة في إطار النقاشات المناخية الدولية.
وذكر أنه “ورغم قناعتنا الراسخة بأهمية العمل المناخي وبضرورته فإننا نرى بوضوح أن كثيرا من الخطابات والمساعي تتجاهل المسؤولية التاريخية للدول الصناعية عن الانبعاثات المتراكمة وتغفل مبدأ المسؤوليات المشتركة المتباينة الذي أرسى أساسه اتفاق باريس للمناخ”.
وأوضح أن الدول المنتجة للنفط والغاز أمام تحديات انتقائية لا تعكس الحقائق العلمية ولا يؤخذ في الاعتبار حقها في التنمية والانتقال العادل للطاقة بل أصبحت تهدد صادراتها وقطاعاتها الاقتصادية عبر أدوات تشريعية أحادية ويطرح تحديات حقيقية على استقرار أسواق الطاقة العالمية.
وأشار إلى أن قضايا المناخ والطاقة لم تعد ملفات تقنية أو اقتصادية فحسب بل باتت تمس جوهر حقوق الإنسان الأساسية فالتغير المناخي ينعكس على التمتع بجملة حقوق مثل الحق في الحياة والحق في الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي والغذاء والصحة والسكن والتنمية ويزيد من مخاطر النزوح وعدم الاستقرار البشري.
وقال إن الورشة تهدف إلى بناء قدرات تتمكن من صياغة خطاب خليجي قائم على الحقائق والأرقام والمنطق العلمي لتفنيد الادعاءات والمغالطات التي تواجه الدول المنتجة في المحافل الدولية.
وشدد الصبيح على أن الدول المصدرة للنفط والغاز لم تكن يوما جزءا من المشكلة بل هي اليوم جزء أساسي من الحل بما تملكه من استثمارات كبيرة في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والتقنيات منخفضة الكربون وبما تقدمه من مبادرات إقليمية ودولية داعمة لجهود مكافحة التغير المناخي والتنمية.
ومن جانبه قال وكيل وزارة النفط الشيخ الدكتور نمر فهد المالك الصباح في كلمته إن ورشة العمل تحمل في طياتها أهمية استثنائية في ظل المرحلة الدقيقة التي تمر بها أسواق الطاقة العالمية وما تشهده من تحديات وتقلبات تستدعي من الدول الخليجية مزيدا من التنسيق وتوحيد الرؤى لضمان وصول رسالتها المشتركة إلى المجتمع الدولي بوضوح ومسؤولية أكبر.
وأضاف الشيخ نمر الصباح أن الإعلام اليوم يمثل ركنا أساسيا في إبراز مواقف دول المجلس تجاه التحديات والفرص في قطاع الطاقة ويشكل جسرا لشرح حقائق السياسات الخليجية التي تقوم على مبدأ التوازن بين أمن الطاقة وحماية البيئة وفي ظل التغيرات العالمية المتسارعة لا سيما في قضايا المناخ والانتقال العادل للطاقة.
وأشار في هذا الصدد إلى أهمية امتلاك أدوات فاعلة لصياغة رسالة خليجية مشتركة وبلورة خطاب إعلامي مستند إلى المعرفة العلمية والبيانات الدقيقة التي تعكس مواقف دول المجلس بموضوعية ومهنية عالية.
وبين أن الورشة تهدف إلى رفع الوعي الإعلامي بقضايا الطاقة وتعزيز فهم السياقات الاقتصادية والمناخية المرتبطة بها وتطوير القدرات بغية تقديم محتوى إعلامي مهني يدعم الصورة الإيجابية لدول المجلس كمحور استقرار للطاقة ومركز عالمي موثوق للإمدادات وشريك فاعل في المبادرات الدولية للحد من الانبعاثات وتحقيق التنمية المستدامة وفق نهج متوازن يجمع بين متطلبات النمو والالتزامات البيئية.
ولفت إلى أن ما نشهده اليوم من تعاون خليجي واسع في مجالات الطاقة يعكس رؤية استراتيجية تؤمن بأن مستقبل هذا القطاع لا يعتمد فقط على التطوير التقني والاستثمارات بل أيضا على قدرة دولنا على التواصل الفعال مع العالم وتقديم بيانات دقيقة وشفافة حول جهودها وسياساتها ومبادراتها.
وأشار إلى أن وزارة النفط حرصت خلال السنوات الماضية على تبني مبادرات استراتيجية ترتكز على تطوير منظومة الإعلام البترولي وتمكين الكوادر الوطنية ودعم التكامل الخليجي في مختلف الملفات المرتبطة بقطاع الطاقة وهي جهود تأتي استكمالا لمسيرة راسخة تؤمن بأن العمل المشترك هو أساس النجاح وترسيخ حضور دول المجلس بالمحافل الدولية.
وأعرب عن أمله في أن تخرج ورشة العمل بنتائج عملية قابلة للتطبيق تسهم في تطوير آليات التواصل الإعلامي الخليجي وتعزيز فهم الجمهور لقضايا الطاقة وبناء خطاب إعلامي قائم على الحقائق العلمية والرؤية المشتركة وأن ترسخ مكانة دول المجلس كصوت واحد في قضايا الطاقة والمناخ يجعلها تمتلك القدرة على التأثير الإيجابي في الحوار الدولي حول مستقبل الطاقة.
ومن ناحيتها أكدت مديرة إدارة العلاقات العامة والإعلام البترولي في وزارة النفط الشيخة تماضر خالد الأحمد الصباح في كلمة مماثلة أن تنظيم ورشة العمل الخليجية يأتي ترجمة مباشرة لالتزام دولة الكويت بتطوير الخطاب الإعلامي المتخصص في قضايا الطاقة والمناخ وتعزيز حضور دول مجلس التعاون في المشهد المعرفي العالمي المتعلق بالطاقة.
وقالت الشيخة تماضر الصباح إن استضافة هذه الفعالية التي جاءت بتنظيم مشترك بين وزارة النفط والمعهد الدبلوماسي تجسد رؤية مشتركة تدرك أهمية بناء قدرات وطنية قادرة على مواكبة التحولات العميقة التي تشهدها الصناعة النفطية وملف المناخ على حد سواء.
وأضافت أن فكرة عقد ورشة متخصصة لغير الإعلاميين انطلقت من دولة الكويت خلال اجتماع وكلاء وزارات البترول في دول الخليج بعد إدراك الحاجة المتزايدة إلى صياغة خطاب مهني يستند إلى المعرفة العلمية والقراءة الموضوعية لقضايا الطاقة.
وأوضحت أن هذه المبادرة جاءت استجابة للتحديات التي تواجه دول المجلس في التعامل مع الخطاب الدولي المتسارع حول التحول الطاقي الأمر الذي يتطلب إعداد كوادر قطاع النفط والغاز على مستوى مهارات التواصل والتحليل الإعلامي بما يمكنهم من تقديم رواية دقيقة وشفافة تعكس واقع الجهود الخليجية في مجالات الاستدامة وخفض الانبعاثات وتعزيز كفاءة استغلال الموارد.
وأكدت أن تعزيز الرسالة الخليجية في قضايا الطاقة والمناخ أصبح ضرورة استراتيجية في ظل ما يشهده العالم من تزايد المعلومات المضللة والتقييمات غير الدقيقة لمسار الطاقة في المنطقة مشيرة إلى أن دول مجلس التعاون تمثل اليوم محورا رئيسا لاستقرار الإمدادات العالمية وتتبنى نهجا متوازنا يجمع بين أمن الطاقة والالتزامات البيئية.
وشددت على أن امتلاك أدوات إعلامية فعالة ومنهجية يعد عنصرا أساسيا في إيصال هذه الحقائق إلى المجتمع الدولي وتعزيز حضور دول المجلس كصوت واحد في قضايا الطاقة والمناخ عبر خطاب قائم على البيانات والرؤية المشتركة.
يشار إلى ان الجلسة الأولى من الورشة عقدت تحت عنوان (الإعلام الخليجي والطاقة) وحضرها الوكيل المساعد لقطاع الكهرباء والماء وطاقة المستقبل بوزارة الطاقة والبنية التحتية الاماراتية أحمد الكعبي والمستشار بوزارة الطاقة السعودية يوسف عشماوي والأمين العام للمنظمة العربية للطاقة (أوابك سابقا) جمال اللوغاني ومحافظ دولة الكويت في منظمة (أوبك) محمد الشطي.
كما عقدت الجلسة الثانية من ورشة العمل بعنوان (الوعي المجتمعي بقضايا الطاقة والمناخ) وحضرها رئيس قسم العلاقات العامة بوزارة النفط والبيئة البحرينية أحمد الحداد ومهندس انتاج بوزارة الطاقة والمعادن العمانية صلاح الحجري ومحافظ دولة الكويت في منظمة (أوبك) محمد الشطي.
وقام بإدارة الجلستين رئيس قطاع الإنسان والبيئة في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور محمد الرشيدي.

زر الذهاب إلى الأعلى