د.عبدالله بهبهاني لـ «سرمد»: التشكيك في فعالية وأمان اللقاحات المستخدمة بالكويت.. «أمر غير مقبول»
– لا نستبعد أن يكون لـ «المتحور البريطاني» أثر في ارتفاع الإصابات ونسبة الأشغال بالعناية المركزة
– عودة الرحلات أمر ضروري.. لكن السفر للسياحة حالياً ضربٌ من ضروب الاستهتار وانعدام المسؤولية
– الخروج من الأزمة يأتي بتحقيق المناعة المجتمعية عن طريق تطعيم أكبر عدد ممكن من السكان
– بعض الخاضعين للحجر المنزلي يختلطون بسكان المنزل.. مما ينقل العدوى لهم إذا كانوا حاملين للمرض
(سرمد) – انتقد طبيب الصحة الوقائية الدكتور عبدالله عادل بهبهاني، الحملات المشككة في مأمونية وفعالية اللقاحات المستخدمة في الكويت، مشيراً الى أن الجماعات المناهضة للتطعيمات هي المصدر الرئيسي للمعلومات المغلوطة المشككة في اللقاح وهي تشكك في فعالية وأمان جميع اللقاحات المستخدمة للأطفال والكبار وتنشط في نشر الشائعات حولها، مؤكدا أن ذلك أمر غير مقبول.
وأكد بهبهاني، في تصريح خاص لـ«سرمد»، على أن اللقاحات المرخصة بالكويت خضعت للتجارب الإكلينيكية المعشاة، مزدوجة التعمية، والتي شملت عشرات الألاف من المتطوعين، حتى أثبتت فعاليتها ومأمونيتها، إضافة إلى تطعيم حوالي 186 مليون شخص حول العالم باللقاح دون رصد ما يثير الشك في أمان اللقاح.
وأشار طبيب الصحة الوقائية، إلى أن الأعراض الجانبية غالباً ما تكون طفيفة ومؤقتة، كما أن حالات التحسس الشديد بعد التطعيم نادرة و جميع مراكز التطعيم في الكويت مجهزة للتعامل معها على أكمل وجه، حيث يتم ملاحظة الأشخاص المطعمين لمدة 15 دقيقة (و أحيانا 30 دقيقة لبعض الحالات) قبل السماح لهم بالمغادرة.
المتحور الجنوب أفريقي وفاعلية اللقاحات
وعن التحور الجنوب إفريقي والمعروف باسم «B.1.351»، أشار بدوره إلى أن بعض الدراسات أكدت أن ذلك التحور قد يقلل من فاعلية الأجسام المضادة المُحيّدة الناتجة عن اللقاح وأن ذلك لا يعني بالضرورة عدم فعالية اللقاح الحالي ضدها، مبيناً أن التحورات المتتابعة هي صفة ملازمة لفيروسات الحمض النووي الريبوزي «RNA»، وأن ذلك لا يدعو إلى العزوف عن أخذ اللقاح الحالي.
مشيراً إلى إمكانية تطوير نسخ جديدة من اللقاحات لتتناسب مع التحورات الجديدة، مؤكداً أن هذا الأمر قد يكون ضرورياً في حال وجود تحور فيروس مقاوم للقاحات، مشيراً إلى أن هذا الأمر قد يستغرق أسابيع قليلة خاصة مع منصات لقاحات mRNA (لقاحي فايزر وموديرنا).
ارتفاع الإصابات والسلالة المتحورة
وبخصوص الوضع الوبائي في الكويت، أرجع بهبهاني، أن ارتفاع الحالات قد يعود إلى التراخي في الالتزام بالاحترازات الصحية، وهو ذات الأمر الذي شهدته العديد من الدول الأوربية قبل دخولها الموجة الثانية.
وأشار إلى أنه لا يستبعد أن يكون للتحور البريطاني أثر في هذا الارتفاع، معرباً عن قلقه الشديد من ارتفاع نسبة الأشغال في أسرة العناية المركزة، داعياً للالتزام أكثر من أي وقت مضى بالإجراءات الاحترازية وتشديد الرقابة ومعاقبة المخالفين دون استثناء و تساهل.
الحجر المؤسسي.. قرار «سيؤتي أكله»
وبشأن القرار الذي صدر اليوم الخميس، بشأن فتح المطار وعودة الرحلات، أوضح بهبهاني، أن هناك اعتبارات عديدة وضرورات يتم أخذها بالاعتبار جنباً إلى جنب مع العامل الصحي، مؤكدا أنه يعارض السفر لغير الأمور الهامة والضرورية مثل الدراسة والعلاج، معتبراً السفر للسياحة في هذه الظروف ضرباً من ضروب الاستهتار وانعدام المسؤولية.
واعتبر بهبهاني الحجر المؤسسي للقادمين للبلاد قرار سيؤتي أكله، لو تم تطبيقه بالشكل الصحيح، حيث يتوجب منع القاطنين بالمحجر المؤسسي من الاختلاط بالنزلاء الآخرين في الفندق و إلا انعدمت فائدته وأصبح نتيجته عكسية.
خطورة عدم التزام الخاضعين للحجر المنزلي
كشف طبيب الصحة الوقائية، عن أن بعض القادمين من السفر والخاضعين للحجر المنزلي لا يقومون به بالشكل الصحيح، حيث يختلطون بباقي سكان المنزل غير الخاضعين للحجر ومن ثم تزداد احتمالية انتقال العدوى و توطن التحورات الجديدة.
واختتم قائلاً: السبيل المتاح حاليا للخروج من الأزمة هو تحقيق المناعة المجتمعية عن طريق تمنيع أكبر عدد ممكن من السكان و تسريع وتيرة التحصين باللقاح، فكلما سرعنا في عملية التلقيح كان الوصول للمناعة المجتمعية أقرب.